قاعدة!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
بعد صلاة فجر أحد أيام 1979، قام محمد بن عبدالله القحطاني، سعودي الجنسية، بإعلان نفسه مهدياً في الحرم الشريف، مكة المكرمة، وألقى بياناً بأن الله تعالى اختاره لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وضرورة الخروج على أسرة بني سعود التي لم تحكم بما أنزل الله... الخ.
لأيام لم تستطع الحكومة السعودية أن تسيطر على الوضع في حرم مكة الشريف، واستعانت المملكة بفرق قتالية مدربة، من الأردن وألمانيا والكيان الصهيوني، واقترح الصهاينة أن يقوم الدفاع المدني السعودي بضخ الماء داخل الحرم ثم كهربة المياه لصعق المتمردين، مع أن جلالة الملك السعودي أمر بتحرك الدبابات داخل الحرم لسحق الخوارج (كما قال).
قدمت المخابرات الأمريكية ملفات للسعوديين تضمنت أسماء قيادات من «القاعدة»، ومن بينهم الشيخ عبدالمجيد عزيز الزنداني، وطلبت كل من أمريكا والسعودية تسليم الزنداني، إلا أن علي عبدالله صالح -وبضغط وإغراء علي محسن صالح الأحمر- لم يرضخ للطلب، بل أعلن صالح أن الدستور اليمني يحرم تسليم أي مواطن يمني لأي جهة أجنبية، وظل علي صالح يبتز الإخوان المسلمين طويلاً بهذه الخصوص.
رضخت الإدارة الأمريكية لعرض الإخوان برئاسة عبدالله بن حسين الأحمر وعلي محسن صالح الأحمر بأن يكون الزنداني ضمن المحرضين ضد الاتحاد السوفييتي للخروج من البلد المسلم (أفغانستان)، فقام الزنداني بهذا الدور الإسلامي ليحرض على الشيوعية الكافرة التي تنشر الإلحاد في هذا البلد المسلم (أفغانستان).
بسطت «شيلان» الإخوان في المساجد لتلقي مساعدات «الإخوان الإيمانية» لمقاومة الفكر الإلحادي الكافر. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل طلب الشيخ الزنداني من علي صالح تجهيز جنود ومجاهدين إلى أفغانستان، ولبى صالح هذا الطلب مقابل مال على كل رأس، كما صنع البشير الإخواني رئيس السودان حين طلب العدوان على اليمن، إذ دفع السعوديون المبالغ المطلوبة.
الآن اليهود يعيثون فساداً في غزة تقتيلاً وتنكيلاً حتى ليبلغ عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين أكثر من 100 ألف، ولم تصدر عن حكومة خادم الحرمين الشريفين أي ردة فعل سوى بيانات فاترة تقول إن الحل الوحيد للمسألة الفلسطينية هو في المبادرة العربية التي اقترحها خادم الحرمين الشريفين الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وبموجبها يعطي الكيان اليهودي القدس الغربي والاعتراف بـ»إسرائيل» دولة ذات سيادة، وهو ما دعا إليه (الوالد المؤسس) الملك عبدالعزيز آل سعود.
في كل بيت يهدم في فلسطين يستنجد بخادم الحرمين الشريفين، وفي كل لحظة تغتصب حرة يستغيث أهل فلسطين بخادم الحرمين، بينما يغلب صوت «الترفيه» الصاخب هذا الأنين الذي تصدره حناجر الفلسطينيين.

أترك تعليقاً

التعليقات