فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

مر وقت كان الكلام فيه بـ"الإشارة" و"الحليم بالإشارة يفهم". ولما لم يكن بالإشارة يفهم، يقلع من مكانه، بل يطرد بفعل غضبة الجماهير، عندها يسمع القائد أو المسؤول الكبير أو الأكبر. وذات مرة زار رئيس جمهورية مبنى جوازات في إحدى المحافظات، وسأل عن المدير، فقال الموظفون إنه لا يداوم، قال لهم: "بلغوه يفتهن"، وبدله بغيره. وهامش: عندما كان الرئيس إبراهيم يزيح بعض المسؤولين، فإن الذين يزاحون من مناصبهم يقربهم علي صالح، والعكس صحيح، ولذا فإنا نهيب بالمشير مهدي المشاط، وهو ابن اليمن، أن يرشح من يراه صاحب أمانة لمتابعة أداء هذا الوزير أو ذاك أو هذا الأمين أو ذاك لمتابعة من يراه لصاً أو "هبَّاشاً" أو هباراً ليقلعه بعد محاكمة، ليذوق وبال أمره ولو كان من أنصار الله، فالله لا ينصر الفاسدين.
وعود على بدء فلقد ساد أو كاد يسود مصطلح "المتحوثين" فترى البعض منهم على سياراتهم شعار ثورة 21 أيلول/ سبتمبر، أو يصرخون في المساجد، ثم سلوكهم يجافي المسيرة الثورية القرآنية، وبعضهم تبوؤوا أماكن عليا، فإنهم يعرفون بسيماهم، و"إلى هنا يكفي"، فهؤلاء من السهل معرفتهم من خلال حرصهم على حياة ومن تتبعهم "مساقط الغيث ومنابت الكلأ"، فهم المقصودون بمصطلح "المتحوثون" ولتعرفنهم بسيماهم ولتعرفنهم بلحن القول!!
إن المخلصين من أبناء ثورة سبتمبر الأولى وبنتها الثانية يحرصون على أن تظل ثورة أنصار الله فوق الشبهات وبعيدة كل البعد عن الشبهات، ومهما سقطت نقطة بيضاء على "ثوري" أسود فإن هذه النقطة تغير الجلد إلى أن يكون أسود بالكامل، وإذا كانت القيادة قد أحسنت الظن ببعض النقاط السود، فإن من الممكن إزالة "الملونين" الأسود ومن يكون في طبقة هذا اللون من الرماديين سريعاً لتظل المسيرة بيضاء نقية، بل ليس من استشهد أو وقع في دائرة الاستهداف أو الاستشهاد. مبرراً ليفسد، بل إن المن لله ولرسوله، فالمفترض أن تكون "فداحة" المصاب دافعاً لبذل المزيد، فأنصار الله الحقيقيون لا يبيعون الآخرة ولا سمعة الجهاد، وثورتي سبتمبر الأولى والثانية، بعرض من الدينا قليل. وعندما قص علينا القرآن بعض صفات المنافقين "صوتاً وصورة" فليس لمجرد القص، وإنما للموعظة والبيان كي نحذر ونتعظ. والله غالب على أمره، وهو من وراء القصد.

أترك تعليقاً

التعليقات