فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تبدأ المراكز الصيفية في بلادنا لتضم ألوف الطلاب الذين تحفل ذواكرهم بهزات صواريخ فتنة الوهابية التي أضاءت سماوات صنعاء بوهج قاذفات الـ»تورنيدو» و(F35)، ولهذا ينبغي أن يكون هذا الفعل الهمجي ضمن جدول المراكز الصيفية، وتذكير هذا الجيل والجيل القادم أن اليمن وبإرادة عمالة بعض زعماء اليمن «حوش ودهليز خلفي» لإمبراطورية بني سعود، مصادرة القرار مسلوبة الاستقلال تابعة ذليلة.
لذا فإن المطلوب من أستاذ المركز الصيفي أن يكون متسماً بقيادة ذكية، كما لو كان في جبهة قتال، فالقائد البليد قد يسلم موقعه وأفراده وكل عتاده للعدو.
على هذا المدرس أن يعلم أن بعض العادات والتقاليد قد أصبحت -وللأسف- في بلادنا ديناً وعقيدة راسخة، وواجبه أن ينزع هذا اللغم من عقول أبنائنا.
لا بد من اختيار أستاذ المركز الصيفي بعناية واهتمام، فلا يكون «مشعباً» يلقي من الأفكار ما يشاء وكيف يشاء!
في إحدى عمراتي إلى بيت الله الحرام، ذهبت لأجدد الوضوء في سطح الحرم، حيث يطل السطح على مرأى الكعبة، حفظها الله من كل منافس كهيئة الترفيه. الألوف من الناس، ينتظر كل واحد منهم دوره في الزحام حول حنفية صغيرة «تنز» ماء ببخل شديد. قلت بصوت جهوري للذي أمامي إن تجويد الوضوء وفق شروط أحمد بن حنبل ليس وقته الآن، ووصول الماء إلى منابت شعر الجسم ليس ضروريا، فخلفك جمهور «ليلة القدر»... والعلاقة بين هذا الموقف وأستاذ المراكز الصيفية هي ضرورة فقه الموقف من كل النواحي. نريد جيلاً فاقد الإحساس بالعنصرية، كافراً بالطائفية، معموراً قلبه بالإيمان الصحيح المستقيم، منهجه الذي يكن لله الإخلاص والرضا بأوامره ونواهيه، نتعصب لشريعة السماء بانتماء صادق للكتاب والسنة، مستضيئين بسيرة آل البيت الأطهار والمؤمنين الأخيار، فالزامل ضروري لشحذ همة المجاهدين، ولكنه ليس كافياً ليسد فقهاً حكيماً ورؤية قاصدة، وإنما هو حافز للهمة ومؤيد للتفاعل مع منهج الله.
لذا فالضرورة أن يوجد المعلم البصير ليمحو عقيدة روجت للعداوة والبغضاء بين المسلمين، وشوهت صراط الله المستقيم.

أترك تعليقاً

التعليقات