تذكير (2)
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كنا ندرس في «مدرسة الشعب» بتعز، وكنا نقرأ مكتوباً على جدار هذه المدرسة: «وضع حجر الأساس السيد المشير عبدالله السلال، رئيس الجمهورية»، علماً بأن هذه المدرسة إحدى ثلاث مدارس بناها الاتحاد السوفييتي الصديق أيام الشيوعية، واحدة في الحديدة والثانية في تعز والثالثة في صنعاء.
عندما دخل المغول بغداد أحرقوا الكتب العربية، وكانت بعشرات الآلاف، ورموها في نهر دجلة، حتى قرر المؤرخون أن مياه دجلة أصبحت سوداء من حبر الكتب المرمية والمحروقة في النهر!
هذا الموضوع يذكّرنا بعشرات الكتب المنهوبة من قصور السابقين من حكام اليمن. ومن سخرية الأيام أن هذه الكتب أو المكتبات نهبها بعض المحسوبين على الثورة أو الثوار، ضمن حملة وثائق خطيرة هي أصلاً ملك للشعب اليمني.
وللتذكير، فإنه عند معالجة الحدود مع السعودية كان اليمن يبحث عن المزيد من الوثائق، ورأى أن السعوديين جاؤوا بوثائق تتضمن مراسلات بين الطرفين السعودي واليمني حول المراعي في مناطق حدودية، وكل طرف يبحث عن وثائق خاصة به!
في المتحف الوطني كان يوجد كثير من الوثائق ونفائس الممتلكات، بما فيها الخناجر (الجنابي) الفضية والذهبية. وأذكر من جملة ذلك «جنبية» مطعمة بالفضة صناعة تحاكي الصناعة الجنوبية الحضرمية، وسيوف وأقلام ماركات عالمية ذهبية وفضية، وكانت هناك مخطوطات قيل إنها نسخة من التوراة الأصلية، ولم نعلم أين ذهبت كل تلك الأشياء النفيسة، وضمنها مخطوطات ومراسلات يُسأل عنها من كان مسؤولاً عن المتحف!

أترك تعليقاً

التعليقات