فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
هل يعلم معالي وزير التربية والتعليم أن طالب الجامعة لا يعرف أن يحل مسألة في الكيمياء أو الفيزياء أو معادلة حسابية إلا بمساعدة؟!
هل يعلم معالي الوزير أن دكاترة الجامعة دون استثناء للأسف وأتحدى من ينكر ذلك أن يقيم نصاً أدبياً وغير أدبي سليماً من نحو وصرف وإملاء؟!
إن كل هذا من مخرجات التعليم السيئة. وأخشى أن توفي لجنة المناهج ما نقص، فتكون لجنة مكلفة بتوجيه المنهج دونما كفاءة، فيفترض في أي لجنة مناهج أن تكون من خبراء ممتازين متميزين، وهم كثير والحمد لله. إن المنهج المصري التعس، الذي لم يخضع للتحديث حتى الآن، فيما يبدو لم يزل يسري في شرايين منهجنا التعليمي، ولما يزل يقوم على التلقين والحفظ البليد.
هل تعلم لجنة المناهج أن التربية والتعليم إنما تخرج لنا طلاباً من الابتدائي حتى الدكتوراه طبعات غاية في السوء والرداءة، ويستحي الأب والأم إن كانا قارئين إنما يشعران بغير قليل من الأسى وهما لا يستطيعان فك حروف الخط الرديء الذي تعلمه ولدهما من الأستاذ الرديء (الخربشة)!
أوائل الجامعات لا يجيدون القراءة والكتابة، ولا بد أن تتغير شروط القبول في الجامعات، وشروط ترشيح أوائل الثانوية، ولن يتم التغيير وفق الشروط التي ينبغي أن تتوافر في لجنة المناهج. لا بد يا معالي الوزير من إسقاط سياسة التعليم وفق ثورة تعليمية جديدة تلبي شروط العصر واستحقاقاته، فنحن نواكب القرن الحادي والعشرين ولما تزل سياسة التغيير في الوزارة قائمة على شروط «عفاش»، النظام الذي خرب وأفسد كل شيء!
وأطلب إلى معالي الوزير أن يسأل موجهي المواد في جميع الاختصاصات: في أي قرن كان المنهج الذي يسير عليه منهجنا الحالي؟!
إن المناهج التعليمية لا بد أن تخضع للتقويم والتقييم كل عشرين سنة على الأقل. إن أساتذة المنهج في الشقيقة مصر مجمعون على أن سبب تخلف مصر هو المنهج التعليمي، وأن سبب تقدم مجتمع الكيان العنصري الصهيوني هو تقدم المنهج.
لن نلوم المنهج المتخلف وواضعيه من المتخلفين، فأساتذة الرياضيات في معظم مدارسنا إنما هم خريجو القسم الأدبي، ولا يأتي الكتاب المدرسي إلا بعد الامتحان ربما بسنة، بينما يباع «طريا» على الرصيف قبل بدء السنة الدراسية.
ولا نلوم المدرس الذي لا يمكث في الفصل إلا عشرين دقيقة ليسارع إلى مكان في «المقوات» ليبيع حزمة قات ليكفي أولاده قليلاً الشبع.
يا معالي الوزير، «هرجلة» هي الشعارات والمؤتمرات التي لا تضع معايير علمية للتقويم والتقييم، وأبرز ذلك مراعاة حالة المدرس الفقير المهضوم والمظلوم. نقدر جهادك ونحترم جهودك؛ ولكن علينا أن ننبه معاليك إلى أن مؤتمراً خاصاً ينبغي أن تكون ضمن أوراقه احترام المدرس واختراع كادر وظيفي مالياً يكافئ قول الله تعالى: «هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون». ووالله إنني إنما أقصد بالقول وجه الله والدين النصيحة.

أترك تعليقاً

التعليقات