فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
مولانا الفاضل وأخانا الكريم قائد الأمة ومبعوث الرب الرحمن الرحيم إلى جميع اليمنيين، وناصر المظلومين وكهف الجائعين وملاذ الخائفين...
السلام عليكم سيدي الكريم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
سطور مرتعشة تجأر بالشكوى من وطأة اللأوى تحيط باليمنيين من كل مكان، وحرب ضروس يشنها البعيد ويوقد معظمها القريب، وقد أوكلتنا إلى مسؤول ينفق أيام عمره في التكاثر بالمال، لا يتورع عن جمعه من حليب رضيع فقير ولقمة يخطفها من حلق بائس يتيم، ثم ركنت بنا إلى قاضٍ ليس يفهم من العدل غير الرشوة ولا يفرق بين ظالم ومظلوم إلا كما يفرق بين كف تمطر فلوساً ويد مظلوم أرهقها المحل والجور!
سيدنا الكريم ومولانا الجليل، لعل أحداً من الذين ركنتم إليه أن يكاشفكم الحقيقة أشفق عليكم فلم يرد أن يضيف غماً إلى غم ولا همّاً إلى همّ، فكتم خبراً يفيد بأن بعض الآباء والأمهات قتلوا أولادهم من إملاق وباعوا بعضهم مقابل أن يستروا عوراتهم ومقابل سرابيل تقيهم قسوة حر الصيف وبأس الشتاء.
سيدي الكريم، هل يقول لكم المخبرون إن أناساً لا يطعمون غير وجبة واحدة جافة بلا زيت ولا ماء، ويبيتون في الظلام؟! وهل يقول لكم المخبرون إن من لا يملك مئات الألوف تأميناً يُقذف خارج العنايات المركزة؟! وهل تكرم هؤلاء المخبرون فأخبروكم أن غرف المباحث تستقبل حالات شباب لا يمتلكون ملايين مقابل «شراء» زوجات فيلجؤون إلى الرذيلة؟! وهل أخبروك بأن بعض مناسبات تكلف قيمة «الكوشة» التي يجلس عليها العروسان أحد عشر مليوناً، وأن ثمن «التورتة» ثلاثة ملايين، وأن هدية العروس المرأة حاضرة العرس عطراً وهدية تكلف عشرات الألوف؟! هل أذكركم بحكم السفيه في الفقه الإسلامي؟!
سيدي ومولانا، أدركنا بالفرج، فرعيتكم يستغيثون من مسؤول فاجر تاجر، فالمسؤولون معظمهم مشاركو تجار فهم جائرون، والتجار -بإطلاق- مرابون، وللحقيقة مزورون، وأصبح هؤلاء وأولئك ينطبق عليهم قول المتنبي الشاعر:
لا تشتري العبد إلا والعصا معه
إن العبيد لأنجاس مناكيدُ!
فالرجاء أنظروا لنا يا مولانا وسيلة غير الموعظة، الحسنة وغير الحسنة، فالمواعظ لا تفيد؛ فلا حياة لمن تنادي!

أترك تعليقاً

التعليقات