قات!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
قال أحد الركاب، وبلهجة واضحة: لن أبايع أي زعيم رئيساً أو ملكاً أو إماماً أو أميراً، إلا إذا استطاع قلع الشجرة الخبيثة "القات".
وإذا عجبت فعجب أن اليمنيين مجمعون بإطلاق على أن القات مُضرّ بالصحة والاقتصاد، وعامل من عوامل هدم الكيان الأسري، وجالب للخزي والعار لليمنيين، إذ يتساوى اليمني مع أي غنمة أو خروف أو بقرة... الخ!
قال أحدهم من الطريق إن كل بقالة في أي حارة أو حي من الأحياء يكاد يقوم مقام المساعد للمخزّن، الذي يخفي نقوده على زوجه ولا يستطيع أن يظهر القات عليها، لأنه إن فعل ذلك لافتضح أمره وسيقع في الحرج، لأنه يظهر الفقر ويرى أطفاله جائعين وهو يصرف على القات أكثر من طعام يجعله لهم، فيتخذ هذه الحيلة الساذجة مع أن للمرأة حساً وخبرة تعرف بها أن الزوج كاذب.
كاد القات، هذه النبتة الملعونة، أن يكون ألغاماً تتفجر كل ساعة في الأسرة اليمنية، فلقد اتجه معظم  الناس في اليمن لمضغ هذه النبتة الخبيثة، يساعد في ذلك الفراغ، وهو عدو للشعوب مخيف، وعقول كثير من مسؤولي الدولة من التخطيط فارغة، والأمية والجهل والتخلف وعدم إيجاد البدائل، مع أن هناك وزارة في اليمن للتخطيط وأخرى للشباب!
حدثني صديق بأن له ولداً أدمن هذه الشجرة، فلما لم يجد من أسرته مالا، يضطر لبيع حاجات البيت من فرش و أثاث آخر، كأدوات المطبخ من عصارات وأطباق... وقال آخر إن ابنه كاد يأتي على المكتبة، فقد صادف أن ابتاع واحدا من كتبه التي باعها ولده. أما آخر فإنه ذات يوم سمع قرع بابه فوجده مقوتاً، فقال له: هذا سويس سيارتك رهنه ولدك ولي عنده ثمانون ألف ريال!

أترك تعليقاً

التعليقات