رسالة إلى السيد!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يقتضي الإعلام الحر النظيف، والذي يصدر عن مواطنة صادقة، أن يلبي الجماهير، وأن يعبر عن صدق المنحنيات التاريخية الفارقة التي تمر بها الأمة. والفن الصحفي المعاصر يقوم بالتعبير عن الواقع إما بوصف أحداثه واقعا تاريخياً وإما بشكل متخيل.
بين يدي رسالة من مواطن من أبناء الجنوب المحتل موجهة إلى سيد الأنصار السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، سلمه الله وعافاه:
أخانا الكريم السيد المجاهد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي المحترم، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
نحن شعب الجنوب نعبّر عن وجع صدر عنا أنيناً لم تسمعوه، وألواناً من العذاب لم تلتفتوا إليه، ونعوذ بالله أن يصدر عن أحد يحترم الواجب الوطني والقيادي أن يسكت بدافع الشماتة أو الحقد الدفين، فنحن نعرف وطنيتكم الصادقة ونجدتكم الأخوية المتصفة بالشهامة والرجولة، تلك التي شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء.
أخانا الكريم، نحن في الجنوب، سواءً أكنا في عدن أو في المهرة أو حضرموت أو الضالع... نعاني من الجوع والخوف والفقر، وهي ثلاثية تعبر عما وصل إليه شعب الجنوب، الذي باعه -للأسف- بعض المرتزقة وبائعو الشرف وهم يرضعون ثمنه بكل لؤم وخسة ودناءة، ما جعل شعب الجنوب يلجأ إليكم لنجدته من هذه الظروف (السوأى).
لقد حدا بكم الواجب الديني والوطني الجهادي فلبيتم أصوات المقهورين من إخوانكم أبناء فلسطين المحتلة، فقطعتم شرايين اقتصاد العدو وضربتم بصواريخكم «عاصمته» و«مدنه» وألجأتم مستوطنيه المغتصبين بالملايين إلى تحت الأرض خوفاً من صواريخكم العابرة وطيرانكم المسيّر... الخ. ونحن نعتب عليكم؛ إذ إننا نستحق النجدة أيضا. هل تعلمون أخانا الكريم أننا في بعض مناطق الجنوب لكي تعيش بعض الأسر، فإنها تبيع أولادها أو تلجأ لبيع بعض أعضائها، كالكلى والعيون وبعض الأطراف؟! ينبغي أن أبلغكم، أخانا الكريم، أننا لسنا نعتب عليكم بدافع الحسد أو أنكم تسيرون على خلاف الأولى، ففلسطين كاليمن، أنساب، وتربطنا بهم رابطة العروبة والإسلام والإنسانية، ولكننا نحتاج أيضا إلى نصرتكم ضد قوى الاحتلال الخارجي.
نناشدكم التدخل السريع لإنقاذ إخوانكم في الجنوب، الذين كذب عليهم الاحتلال أنهم سيعيشون برفاهية الخليج، فإذا بهم لا يجدون ما يأكلون حتى من الزبالة!

أترك تعليقاً

التعليقات