عقـوق.. فسوق!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في بداية ثمانينيات القرن الفائت كنا نحب أن نصلي المغرب في "جامع القرشي" بتعز، نسمع صوت الشيخ عمر أحمد سيف، يأسرنا بكلماته المشفوعة بصوت جهوري رخيم يشبه السماع أو الغناء، وأحيانا كنا ننصرف معه للسمر في بيته الكائن في "حارة المنتزه"، فيحكي لنا قصصاً وروايات ومواعظ وسير رجال من أهل الله!
وكان يقف أحياناً ليقارن سلوك المسلمين وسلوك النصارى واليهود.
يقول: هل تعلمون أن النصراني إذا دخل بيت ولده وهو يأكل فإن أحداً لا يدعوه إلى الأكل، وأن هذا النصراني أو اليهودي يسكن معك في العمارة أربع أو خمس سنوات، الشقة أمام الشقة فلا أنت تعرفه ولا يعرفك، ولا تسلم عليه ولا يسلم عليك، ولا يحضر مأتماً ولا فرحاً وأنت تفعل نفس الفعل؟!
كنا نعجب أشد العجب من هذا الذي لا يدعو والده إلى طعام أمامه، ومن هذا الرجل الذي يسكن معك لسنوات فلا تعرفه ولا يعرفك!
أما الآن فحدث ولا حرج، فالابن لا يكتفي بترك والده ممنوعاً من الطعام أو الشراب وحسب، بل أصبح يقسو على والديه أحدهما أو كليهما دون خوف أو حياء، والله يقول: "وبالوالدين إحسانا إما يبغلن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفِّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً".
وسمعت أحدهم يسأل أباه: متى ستتوكل لنفتهن؟!
أصبح العقوق من مظاهر التقدم والحياة الفاسدة. وواجب على الدولة تنظيم حلقات عن طريق محو الأمية وتعليم الكبار.
أيش رأيك يا وزير التربية والتعليم؟!

أترك تعليقاً

التعليقات