فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كان المقدم إبراهيم محمد الحمدي، رئيس مجلس القيادة (13/1/1974- 11/10/1977) ذا لازمة لغوية يكررها غالباً في خطبه، وهي عبارة: «لا ترمِ بيوت الناس بالحجارة وبيتك من زجاج»، يقصد بذلك أن بعض المرجفين سيئي السلوك يشيعون في كثير من الأحيان الأقاويل والافتراءات ضد الناس بالباطل دون أدنى حجة أو برهان. وعلى سبيل المثال: تكثر الأقاويل حول المجاهدين الذين أصبحوا أصحاب عمارات باسقة في صنعاء وغير صنعاء، وأن المشرفين صاروا أصحاب سيارات وعمارات، وأن خبراء الصواريخ والمسيرات الإيرانيين ومقاتلي حزب الله اللبنانيين تعج بهم شوارع صنعاء يشاهدهم القاصي والداني... أما المجاهدون في الجبهات فيعرف الجميع أنهم فقراء محرومون لا يستطيع أحدهم أن يقوم على أسرته، وربما لا يستطيع أن يعيل نفسه، ولم يتزوج بالرغم من تقدمه في السن... وليس هؤلاء المجاهدون قادمين من الفضاء، وإنما هم يعيشون بيننا. وأما المشرفون فكثير منهم صالح واختير لحسن سلوكه وإخلاص نيته. نعم بعضهم مشرفون؛ ولكن تعليمات السيد بأن من أفسد يسلخ جلده؛ شريطة البرهان الواضع البيان.
هذه الأيام يردح هؤلاء عن خلاف بين الحمائم والصقور داخل ثورة أنصار الله. ونحن لا نستغرب أن يكون ثمة خلاف في وجهات النظر داخل مكون أنصار الله، كأي مكون آخر؛ غير أن خلافاً في وجهات النظر أمر عادي وطبيعي، ولا بد أن يطمئن الجميع أن أنصار الله واعون لهذه القضية ومقدرون أهمية أن يردوا كيد الكائدين وإرجاف المرجفين إلى نحورهم. كما أنهم (أنصار الله) على درجة عليا من المسؤولية واحترام الذات، وإلا لما صمدوا هذا الصمود لسنوات راهن فيها الأعداء على فشل المسيرة وقادتها.
إن الباطل يخترع الأكاذيب ليمنِّي نفسه الأماني، ليسلي روحه المنهزمة، التي يولي ضدها الأدبار على مستوى الميدان وعلى مستوى التنظير الخائب المنكسر، ومصير هذا الإرجاف مصير الزبد، يذهب جفاء. ولا نامت أعين الجبناء.

أترك تعليقاً

التعليقات