فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
إن العين تدمع والقلب يتقطع عندما نرى الأشقاء في المملكة السعودية يُحلبون كالأنعام من قبل العدو الصهيوني والإمبريالية الأمريكية والأوروبية! وللأسف فقد استطاع اللوبي اليهودي الصهيوني، من خلال رجال الفكر والفن والثقافة، أن يغرس في الأجيال العربية والإسلامية أن الحياة الجميلة والمتحضرة هي أن يستمتع الإنسان بالحياة، فالحياة حلوة! وخلّدت السينما والتلفاز وكتب الأرصفة والمجلات الملونة هذه الفكرة، فالحياة طعام يدرّس في كليات الجامعات والمعاهد وتخصص له برامج في التلفاز والراديو وصوالين الطبقات المرفهة، ثم هي الحياة موسيقى ورحلات ومتابعة للموضة والسيارات الفارهة والقصور الباذخة، والذي يبيع كل هذا وذاك الغرب وأمريكا. أما المقابل فهو ملايين براميل النفط يومياً ينضحها المستعمر القديم والجديد من آبار عربية، أو بالأصح من بحر العرب وذهبه الأسود.
وأصبح العالم السعودي وأشقاؤه النفطيون عالماً من القطيع المستباحة لشهوات المال التي تستلب أموال العربان الذين يُضحك عليهم كالأطفال!
أصبحت السعودية غارقة بأوهام الثروة، مع أن هذه الثروة تُنفق للبوارج والأساطيل التي يقول الأمريكيون والغرب إنها تحمي عرش المملكة، ولا يعلم هذا إلّا قليل من السعوديين المثقفين، وقليل من المثقفين العرب، فهل يدري العامة أن السعودية تنفق مليارات الدولارات على هذه البوارج وكل حركة طيران ومرتبات موظفي وطياري الأساطيل وكل طلعة جوية يزعم الأمريكان أنها تقوم بدور الحراسة والدفاع عن هؤلاء الأعراب المشغولين بحمامات الحليب والعسل ورائحة العودة، والتحديق في كراسات موضات السيارات الفارهة ومناظر مصايف "الكاريبي" و"غرناطة" و"الهاواي"؟!!
أشعر بالأسف والمملكة تُستلب على هذا النحو من استلاب أموالها إلى درجة أن تمنح بدلات السفر للوفود من الجواسيس الذين يفدون إليها للسلام على "أصحاب السمو" ودراسة ما تحتاجه المملكة من خبرات للدفاع عن عرشهم البلاستيكي المهترئ الذليل! هل يدرك السعودي أن "جلالته" لا يستطيع أن يسحب حتى ثمن يوم واحد من براميل النفط؟! هل يدرك المواطن من مملكة بني سعود أن أموال النفط تذهب لجيوب خبراء الانقلابات ومرتزقة الأوطان، وأن لكل بلد عربي وأجنبي "لجنته الخاصة" لشراء ولاءات الأوطان لصناعة الانقلابات وزرع الفتن الوطنية بالعربية والأجنبية ولغات العالم المختلفة؟!
يهمني أمر الأشقاء الذين يعلمون والذين لا يعلمون أنهم مستلبون، وأن الحياة ليست مكياجاً وسيارات فارهة وقصوراً شامخة، وأن ليس الاستحمام باللبن والعسل وتعكير المكان بالعودة هي الحياة الحقة!

أترك تعليقاً

التعليقات