فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يقوم التعالق بين الله وبين خلقه في العقيدة اليهودية على مبدأين أساسيين:
الأول: الاصطفاء الإلهي لليهود وأنهم مفضلون على كثير ممن خلق الله تفضيلاً، وأن الله في بعض المذاهب التوراتية المحرفة ليس إلا خادماً لدى بني إسرائيل يُسخّر كل إمكانات القدرة المطلقة لخدمة اليهود سعياً لرضاهم وتحقيقاً لأمانيهم، وأن رسالات السماء ليست إلا محددات لتوجهاتهم على الأرض، ولذا فإن أي يتعارض مع هذه التوجهات يستحق العدم وعلى هذا يقع الأساس الثاني، وهو:
أن الناس جميعاً إنما هم خدم وحشم لهذه الذات اليهودية العلية، مباح مالهم وأولادهم وكل استحقاقاتهم ليهود «ليس علينا في الأميين سبيل.. ويفترون على الله الكذب وهم يعلمون».
ونتيجة لهذه الفوقية الملعونة طرد الأوروبيون اليهود واختاروا لهم فلسطين «أرض الميعاد»، وقصة «تاجر البندقية» لشكسبير تصور طرفا من هذه الفوقية المقيتة.
لقد هدفت السياسة الأوروبية بالمقام الأول إلى السيطرة على موارد الشرق الأوسط، فركزوا الكيان الصهيوني ليكون الحارس الأول لمصالحهم في المنطقة، ولذا فإن على هذا الحارس أن يحقق أكثر من مصالح على حساب شعوب المنطقة، وإذا واجه هذا الحارس أي خطر فإن على أساطيل الأمريكيين والأوروبيين أن تتحرك لحمايته، ودليلنا على ذلك ما يحدث في موقعة «طوفان الأقصى» مؤخراً.
إن هذه العقيدة اليهودية هي السياق الذي يسير عليه الصهاينة، وأي خروج عليه يقوم الكيان الصهيوني باستهدافه، ولو كان الهدف مئات الأطفال والشيوخ والنساء، كما حدث في المشفى المعمداني في غزة... ولا نامت عين يهود!

أترك تعليقاً

التعليقات