فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كان لجمال عبدالناصر لازمة أسلوبية في معظم خطبه، خاصة بعد عدوان 1956، الذي شنته "إسرائيل" وفرنسا وبريطانيا، وهو العدوان الذي هدف إلى كسر القومية العربية، الوسيلة القوية لطرد الاستعمار البريطاني من بلدان الخليج العربي والاستعمار الفرنسي من الشمال الأفريقي.
كان عبدالناصر (رحمه الله) يقرن الاستعمار بالرجعية العربية التي سلمت زمام أمرها للأجنبي مقابل الحماية، ومثال ذلك اتفاقية الملك عبدالعزيز بن سعود مع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على ظهر الباخرة "يو إس أوف أمريكا" بتاريخ 14 فبراير 1945، والذي تم بموجبه الاتفاق على أبرز نقطة، وهي النفط السعودي مقابل الحماية التي ذكرها الرئيس الأمريكي السابق ترامب في أكثر من حديث، أنه لولا "الحماية" لما صمد النظام السعودي أكثر من أسبوعين!!
عندما كان كثير من العرب يسمع عبدالناصر يقرن الرجعية بالاستعمار، اتهموه بالمبالغة والإفراط في الخصومة، فأثبت الواقع الآن أن السعودية على وجه التحديد هي الترجمة الحرفية للاستعمار والصهيونية، فأرضها ميدان للقواعد الأمريكية و"الإسرائيلية"، وميزانيتها مخصصة لهذا الثنائي كما حكى المرحوم هيكل أكثر من مرة.
تخلت أمريكا عن أصدقائها في كل مكان، وآخرهم السعوديون، إذ سحبت بعض أسلحتها الاستراتيجية، وأبرزها بطاريات "الباتريوت"، التي لم تستعص على أبطال اليمن!
بديهي جداً أن تسدد السعودية ميزانية حكومة "إسرائيل"، وبخاصة ميزانية الدفاع "الإسرائيلي". وبديهي جداً أن تطير "سكاي هوك"، و"الميراج" و"التورنيدو" من قواعد أمريكا في دول الخليج لضرب بغداد وصنعاء ودمشق. وبديهي جدا أن يذاع التطبيع بين الأعراب والصهاينة بشكل علني وقح. وليس آخر بداهة أن يعلم الشعب العربي علم اليقين صوابية عقيدة جمال عبدالناصر في الرجعيين العرب أنهم ليسوا سوى صهاينة تربطهم بالصهيونية رابطة قرابة نسب وفكر ومزاج.
إن هؤلاء الزعماء الرجعيين الذين لم يجاوز أحدهم شكل "جرادة" أو "جرذ" قريب وقريب جداً سيسقطون على صيحة شعوبهم، كما ذهب أسلافهم الطغاة من قبل!

أترك تعليقاً

التعليقات