فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
خمسون قذيفة مدفعية فساد نالت من الجسم الوطني، لا نعلم تاريخ أول طلقة سددها المفسدون ضد هذا الجسد المنهك، الذي ما يبدأ يتعافى من مصيبة إلا نالته أخرى، فلقد ضجت وسائل الإعلام بالخبر المبهج: أحالت نيابة الأموال العامة خمسين فاسداً إلى الجهة المختصة بتهمة الفساد. ولا نعلم كم هي المليارات التي نهبوها ومتى بدأ النهب!
وللعلم فإنه لا يذاع خبر الإمساك بالمجرمين في بلادنا إلا بعد أن يبلغ السيل الزّبى، بعد أن تكون فرص السماح والإمهال قد نفدت المرة فالأخرى. ونحب أن نعلن هذا السؤال الذي قد يبدو غريباً عجيباً: نحن نعلن على المجتمع حادثة من حوادث الإجرام ثم لا نعلن كيف كان الجزاء؛ والسبب ما ذكره السيد عبدالملك وهو يحدثنا عن محنة المخدرات، أنه ما إن يقع المهربون في قبضة الجهات المختصة حتى تندفع الوساطات المدفوعة الأجر، وربما المشتركة في الجريمة، تسابق الزمن لفك المجرمين، فلا ندري ماذا تم بخصوص عشرات أطفال العلاج المسموم في مشفى الكويت، ولا نعلم ماذا أنجز من موضوع المطابع التي تزيف العلامات التجارية، وماذا حصل لتجار الأغذية الفاسدة...؟!
نعم، نحن نعلم سبب عدم اتخاذ الإجراءات القانونية، وهي الرشوة والمحسوبية وبعض فاسدي الضمائر في الحكومة، وبعد لا تسل كيف شاد هذا الفقير عمارة أو عمارات، وكيف ملك استثماراً أو استثمارات، وكيف تزوج زوجة أو زوجات، ومن له بأرصدة في كل البنوك؟!
هؤلاء الخمسون فاسداً سيضافون إلى مئات أو ألوف أمثالهم، ولن يتألموا بعقاب إلا شرف الانتماء إلى عصابات الفساد، وعليه التكتلات، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والموعد الله، هو خير الحاكمين!

أترك تعليقاً

التعليقات