عهد الثورات!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
هل انتهى عهد الثورات في اليمن؟!
سؤال فيه كثير من السذاجة، فالحياة بطبيعتها متجددة ولّادة ثورات، ولم يسلم أي مجتمع من الثورات، بما فيها الثورات الدينية، وأول ثورة في الإسلام هي «سقيفة بني ساعدة»؛ إذ رأى غير قليل من المسلمين أن الدين انحرف بعض أهله عن المسار الصحيح، فالرسول الكريم يرسل عماله لجمع الصدقة، فيقدم إلى الرسول ويأخذ معظم هذه الصدقة له، فلما يسأل عن هذه القرية، يقول: هذا لكم وهذا أهدي لي، فيقول الرسول الكريم: «أفلا جلس في بيت أمه فلينظر من يهدي له»، ويحاول الطابور الخامس عشر وربما العشرون نتيجة تراكمات عدة فيرجف بعضهم مثيرين للعداوة والبغضاء، يسبون رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فيتهمونه بالغلول والسرقة، فيرد الله عليهم: {ما كان لنبي أن يغل}.
ويسرع طابور آخر حاقد (المنافقين) فيثبطون المسلمين عن الجهاد، ويقوم بعض أهل الكتاب ويتهمون الرسول الكريم بأنه ألّف القرآن وأخذه من التوراة والإنجيل!...
إن الثورات في كل زمان ومكان تتعرض لنكسات وانتكاسات، ولذلك فلقد تكون هذه الانتكاسات مدعاة لأحداث ثورات وانقلابات، فهل تكون ثورة 21 سبتمبر هي آخر ثورات اليمن؟!
تقول طبيعة الثورات: لا؛ حتى نشهد بعض انحرافات تتمثل في سلوك طوابير الفساد التي تدعي وصلاً بليلى وليلى لم تقر لهم بذاك!
والحق أن تكرار الثورات بفعل انتكاسات تحد من عملية مواصلة المشوار، وتكلف الثورة والثوار جهوداً نحن بأمسّ الحاجة لتوفيرها والحفاظ على مساراتها الصحيحة.
لا بد من التشذيب والتهذيب لإحراق الجذور الدخيلة التي تسرق الغذاء وتعض على ثمرات نحن بمسيس الحاجة لها في زمن الفقر والجوع والمرض. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات