عن رئيس التحرير
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا

عرفت الأخ الأستاذ صلاح الدكاك في الجامعة، حاد الذكاء، مفرط الحساسية، وعرفته في «جمهورية» تعز (الجمهورية) شجاعاً ومشاكساً، مزاجياً، يكاد يلغي من هو قادر على اتخاذ القرار، كرئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير، ولا يأبه أن يدخل اسمه في كشف (الإنتاج الفكري) وربما المرتب. المهم أن وجه الشبه بين المشبه والمشبه به أنه كاتب متميز، ولقد كان هناك كتاب متميزون ممتازون، وأستطيع أن أثبتهم في صفحة النبوغ الأدبي/ الصحفي، وهم: عبدالحبيب سالم مقبل، وصلاح الدين الدكاك، وعبدالله سعد محمد، وأخوه عبدالجبار سعد محمد، ورشيدة القيلي، ومحمد النهاري، وسمير اليوسفي أيام كان مبدعاً قبل أن تقيده وظيفة (الجمهورية)، ومحمود ياسين، وأحمد العليمي، وحسن العديني، وفكري قاسم... الخ.
على أي حال، رحم الله (الجمهورية) التي سرق أجهزتها، مطابع وآلات ومواطير (موتورات) كهربائية، الذين اعتدوا في السبت، وأتوا على البلاط والنوافذ والأبواب وخزانات المياه... الخ، ولم يبقَ من (الجمهورية) غير دموع وأفئدة مكلومة.
الدافع لهذه الأسطر هو البكاء على (الجمهورية) الثورة، التي لم يبقَ منها إلا الاسم، وبحسب البردوني (ولم يمت في حشاها العشق والطرب)، بعد أن (أفقنا على فجر يوم صبي فيا ضحوات المنى أطربي).
احتفى اليمنيون بطرد المستعمر التركي ومجيء الإمام ليحكم، فلم يكن على قدر المسؤولية التي لها شروط ومواصفات. وجاءت الجمهورية فاحتفى بها اليمنيون ولكنها كانت هي الإمامة ببنطلون، مما جعل بعض الثوار الأحرار يغادرون للبحث عنها في البوادي كمأرب، فخرّ فيها صريعاً قائد الثورة علي عبدالمغني، وفي برط التي أودى فيها العزي محمود (محمد محمود الزبيري) ضريبة دماء اليمنيين، وقتله -كما تحكي بعض الروايات- بعض منسوبي (الجمهورية العربية اليمنية).
وأخشى أن تلحق ثورة 21 سبتمبر، التي انبعثت من بين الرماد وطردت كبار طواغيت العصر الذين ضجت من سرقاتهم ونهبهم كل ذرات اليمن، واشتهروا بالطغيان، فسرقوا الإمامة والجمهورية على السواء. وكثير من اليمنيين يشعرون بالإحباط لعدم وقوفهم على سلوك الفساد والمفسدين، ولم ترسل ملفاتهم السود إلى النيابة لمحاكمتهم واسترجاع مليارات نهبوها (أراضي وزلطاً). وإذا كان بديهياً أن نشير إلى أن الفاسدين ينبغي أن يخضعوا للمحاكمة، فإنا نذكر الشعب اليمني المظلوم بأن مرتزقة الخارج هم رجال الداخل الذين ثار عليهم الشعب كنظام متكامل عام 2011، وطردتهم ثورة 21 سبتمبر، هذه الثورة التي نخشى عليها ونخاف عليها أن تنتكس، كانتكاس الجمهورية وفشل الإمامة من قبل.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.

أترك تعليقاً

التعليقات