فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من مشاهدتي للتلفزيون الغربي وفي بلدانهم، أمريكا وبريطانيا وفرنسا، لاحظت أمراً غريباً، وهو أن الإعلان عن بيبسي كولا والبيتزاهت والبروست يتصدر نشرة الأخبار، ولا وجود للرئيس وجلالة الملكة ورئيس الوزراء إلا نادراً، أو إذا هناك فضيحة!
ولما سألت إعلامياً غربياً عن ذلك، قال إن الراديو والتلفاز والصحيفة مملوكات لشركات، وإن كانت الدولة تخصص بعض المال لهذه المؤسسة أو تلك. ومن الغريب حقاً ألا يعلم غالبية المواطنين الأمريكان من هم رؤساؤهم، بل سألت طالبة تقدمت للدراسات العليا: أين تضعين الشاعر نزار قباني؟ قالت: في العصر الجاهلي!
أريد القول إن الجهاز الإعلامي، مهما يكن كاذباً كـ"العربية" و"الحدث" و"الجزيرة" و"سكاي نيوز"، أصبحت كل هذه القنوات تشكل الرأي العام وتبرمج العقل العربي الفارغ والمليء بما تريد وكيف تريد! ورفض وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم آل ثاني، عرضاً قدره 20 مليار دولار ثمناً لقناة "الجزيرة"، هكذا سمعت.
وبما أن الرياء هو الشرك الأصغر، فإنك تدخل مقيلاً في بيت أخيك في الله "المقاوم" (المقاول) لينغص مقيلك بأن تشاهد "الحدث" أو "العربية" أو... إما ليثبت إخلاصه للمقاولة أو ليستأسد عليك باعتباره يأوي إلى قوة أو ركن شديد.
إن إمبراطورية "العربية" و"الجزيرة" لا تجدان حرجاً من إملاء الكذب خدمة وتضليلاً... فلقد سمع كثير من أبناء الشعب اليمني أكثر من مرة عن سقوط مديريتي نهم وأرحب بيد "الشرعية" ولم تبق سوى أمتار لتحرير مطار صنعاء! وسمعت إعلامياً نكرة اسمه "محمد العربي" يقول إن تحرير صنعاء أضحى قريباً، وأن الذي يحول دون التحرير هم المدنيون، بينما هو يؤكد أن قصف السعودية والإمارات للمدنيين إنما تم بغلطة، أو لأن تلك المدارس وخيام الأفراح مخابئ للصواريخ الحوثية، وإذ يعلم الجميع أن فصول المدارس في بلادنا لا تزيد الغرفة فيها عن 10×5 أمتار، فكيف تتمدد الصواريخ فيها وطولها 20 متراً؟!
إن إمبراطورية إعلامية كـ"العربية" ومشتقاتها كـ"الحدث" و"سكاي نيوز" قد فشلت فشلاً ذريعاً، رغم الإخراج والبهرجة التي حشد لها ملايين الدولارات وألوان الملابس الأنيقة الخادعة. ولا نام إعلام العدوان!

أترك تعليقاً

التعليقات