فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من الباطنية التي تقبل التأويل إلى الظاهرية التي لا تقبل القسمة إلا على العمالة الواضحة لأعداء الأمة الغاصبين، أبناء الله -كما يزعمون- ملعوني السبت وأيام الأسبوع الأخرى، اليهود.
لقد كان غير قليل من العرب يذهبون إلى أن تقديم الصهاينة على نحو من التحذير والتخويف مجرد مبالغات «مجازية» يقصد بها التنفير من «إخواننا» اليهود وأهل الكتاب، فاتضح أن هذه المجازات ليست إلا رصداً -موثقاً- لأحداث تاريخية حقيقية من أيام نبوخذ نصر، الذي قام بسبي اليهود وأسقط القدس مرتين (597 و587 ق.م) وأنهى حكم سلالة داود، وحتى 1948 للميلاد، وليس الأمر توكيداً العنصرية عرقية دموية أسوة بنظرية «الدماء الزرقاء» وإنما كل التوكيد لفكر منحرف يدل على منطق سلفي متخلف بدائي مرفوض هو الأساس لرؤية مادية ومعنوية تقوم عليها الكيانات الصهيونية القديمة والحديثة المعاصرة!
لقد كانت الفكرة الصهيونية -ولما تزل- تتشعب وتبدئ وتعيد وتبتكر كل الآليات والوسائل لتوكيد فكرة «النسب الإلهي» اليهودي، فالعقيدة اليهودية تنطلق من فكرة أن اليهود هم الجنس الأرقى، وأنهم سادة الكون، وأن المخلوقات الأخرى -بمن فيهم الملائكة- ليسوا إلا خدماً لبني إسرائيل، منذ أن ظهر العهد القديم والجديد عقيدة التوراة!!
لقد كانت الحركة الماسونية ضمن آليات الحركة الصهيونية التي تهدف إلى توكيد ضرورة أن يكون العالم محكوماً بالسيادة اليهودية، الباب الأعلى والمركز الأسمى والأسنى لبني صهيون. وإذا كانت الماسونية قد قامت على شعارات ظاهرة تدلس على العامة وتدغدغ مشاعرهم بأفكار جد إنسانية كالمساواة والحرية والإخاء، فإن ما تصير إليه في النهاية هو الولاء المطلق لليهود.
لقد انتشرت الماسونية بشكل كبير في طوائف وفئات الحكام رؤساء وأمراء العالم، مقابل أن تقوم الماسونية بحماية عروشهم. وقائمة هؤلاء الزعماء تضيق بأسماء حكام الدول العربية والإسلامية.
كما أن القائمة تضيق بفئات أخرى من فنانين وأدباء وتجار ومفكرين... ولقد اعتمدت هذه الحركة على فكرة باطنية، وأعني بذلك السرية التي تكاد تكون مطلقة. غير أن القلة من المنتمين يكشفون عن الانتماء للماسونية بشكل إعلان يفصح عن الباطن ليظهر للعلن، كما هو الحال في دولة الإمارات المتحدة، حفيدة الماسوني الكبير زايد بن سلطان وأولاده الذين يقومون بقيادة التطبيع الصهيوني في الشرق الأوسط.

أترك تعليقاً

التعليقات