فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كانت وماتزال العقول المحجوبة عن الحقيقة تمارس ضلالها القديم عبر شبكات المدد الحربي الذي لا يقتصر على صواريخ الدمار الشامل الذي قتل السهل والجبل والحيوان والإنسان بفئاته العمرية المختلفة وحسب، ولكن عبر صواريخ التضليل بفئاته المختلفة، من كذب وتزوير وعكس الحقائق، إلى درجة أن تعرض قنوات "العربية" و"الحدث" و"اسكاي نيوز" وقنوات أجنبية أخرى بلغات عالمية مختلفة، مشاهد من حرب سورية وعراقية ضد سورية والعراق، أبطالها داعش ومرتزقة آخرون، إذ تعرض تلك القنوات الزور والبهتان، مشاهد تدعي أنها جرائم الحوثيين ضد أبناء اليمن، ولم تستطع تلك القنوات الاستمرار في التضليل والضلال المبين، لسبب بسيط، وهو أن الإخراج الفني لم يكن موفقاً، إذ إنه لم يستطع أن يخفي "خلفية" الأحداث، فهو كان قد نسي إيراده لمشاهد قديمة، كان قد أوردها عن الحرب التي يخوضها داعش ضد سوريا والعراق وأفغانستان، إذ يقوم السلفيون والوهابيون، وهم نسخة من داعش، بقتل الأفغانيين "الكفرة"، نساء لأنهن لم يغطين عيونهن تماماً ضمن الحجاب الكامل، وذبح أطفال الكفرة الذين يذهبون خلسة إلى السينما، ومهاجمة الأعراس "الكافرة" بقنابل يدوية لأن هذه الأعراس تقوم على الرقص الغربي وكشف الصدور وتبين تفاصيل الجسم بشكل واضح.
كل هذا يستغله العدوان ليقول إن هذا صنيع المجوس في اليمن ضد المجتمع اليمني، الذي لم يعد ساذجاً، فهو يعلم أن هذه المشاهد زماناً ومكاناً قد عرضت على من شاهد هذا الحدث أو ذاك على شاشات التلفاز وإن كان بالأبيض والأسود في حينه ومكانه، وعندما تقوم حكومة الإنقاذ بحرق أطنان من الغذاء الفاسد أو أطنان الحشيش والأفيون والعلاج المنتهي الصلاحية فإن الحدث الأكبر والأصغر يسارع إلى أن الحوثيين يحرقون الغذاء والدواء ليموت الشعب اليمني الذي يناضل ضد المجوس.
وللعلم فإن أمراء بني سعود، من لا يشملهم الإذن بالتجارة ومنها حصص الفيز، يقومون بتجارة المخدرات، وعلى من يريد أن يستضئ أكثر فإن عليه أن يراجع ما حصل في مطار بيروت حين تم اعتقال أمير سعودي بطائرة خاصة مليئة بالمخدرات السنة الماضية، ورفض أمن المطار ووزير الداخلية ومسؤولون آخرون ملايين الدولارت لإخفاء هذا الحدث، بل إن سفير السعودية في لبنان استنجد بالسنة والشيعة الذين أكدوا للسفيه السعودي أنهم لا يقدرون على تجاوز القانون، خاصة وقد تناول الإعلام العالمي الموضوع صوتاً وصورة. عرضت السعودية أن تصادر طائرة الأمير وبضعة من ملايين الدولارات مقابل إطلاق الأمير أو على الأقل عدم ذكر هذا الحدث الذي يفضح سلوك السعودية، مما جعل "سموم" قبح بن هلكان يتناول سعد الحريري رئيس الوزراء بالسباب الوسخ والحبس، لأنه لم يقم بالواجب في مطار بيروت، مما عرض أسرة "أبناء الكعبة" حسب "مظفر النواب" للخزي والعار أمام الملأ من المسلمين والنصارى واليهود وما يشابه ذلك، وسجل العالم الحر هذا الحدث باعتباره إنجازا ديمقراطياً في بلد جائع بدأ يفتش عن الخبز في النفايات بعد أن كان يعيش حياة مرفهة باذخة، والسبب في هذا كله المملكة السعودية التي تعاقب الشعب اللبناني الذي أصبح يشكل بنداً مهماً في صفحة المقاومة ضد "الأسرية" و"الأمركة"، ولا علم لي هل المذيعة في "الحدث" لما تزل موجودة أم انتقلت إلى جوار الحقيقة حينما لم تتمالك نفسها بعد كذبة وقحة صوتاً وصورة على لسان المراسل الأخرق المدعو محمد العرب الذي قال: "محمد العرب، من جوار مطار مأرب الدولي" ولم يكن هذا العرب الذي لو عاش مكنس شوارع أفضل له من الكذب.

أترك تعليقاً

التعليقات