فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
استجاب الله دعاءنا حين دعوناه أن يعيدنا إلى رمضان آخر. والحمد لله رب العالمين إنه شهر رمضان شهر القرآن وحي الله الذي نزل على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم مُنجّماً حسب الوقائع.
إنه القرآن الكريم الذي -كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه- يؤجر القارئ له لا على كل «ألم» حرف وإنما يؤجر على ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. ففي هذا القرآن توحيد وذكر جزاء عادل، ثم فيه تشريع، ثم فيه الحلال والحرام، الآداب العامة وكيف يتعامل أبناء الأخوة الإسلامية فيما بينهم ومع الآخرين!
في هذا القرآن هدى ونور ينوّر الله به البصر والبصائر، وفيه لعن الظلم والظالمين، وتحذير للذين يقرؤونه ولا يحلون حلاله ولا يحرمون حرامه. وللأسف الشديد فإن في هذا القرآن وعداً شديداً لمن لا يفيد من مواعظه وعبره ولا ينتهي عما نهاه الله فيه، فالنار يخلد فيها خلوداً أبدياً، ملعوناً بلعنة الله ومُبعداً من رحمته سبحانه وتعالى، من قتل مؤمناً بغير حق عدواناً أثيماً، فكيف بمن قتل أمة بغياً وعدواناً؟! وبئس الذين يحملون القرآن ولا يعملون بأوامره ولا يعملون بأحكامه، فقد شبههم القرآن ببني إسرائيل، الذين هم كالحمير تحمل أسفاراً، يستحقون لعنة الله جزاءً وفاقاً: «لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون». وهذه الآية نذكر بها إخواننا في هيئة كبار العلماء ولجنة الإفتاء في المملكة السعودية؛ فيم السكوت على هذا المنكر القبيح حين تقتل طائرات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -غير الأمين- أطفال اليمن وشبابها وكبارها وصغارها رجالاً ونساءً؟!
أين أمرهم بالمعروف ونهيم عن المنكر؟ أين هم من قراءة القرآن في رمضان وغير رمضان؟ نذكرهم بالحديث الشريف: «ربّ قارئ يقرأ القرآن والقرآن يلعنه».
إن رمضان شهر القرآن شاهد على من يعمل بالقرآن، أحكامه وشرائعه، ويشهد على من يقرأ القرآن وهو كالحمار يحمل أسفاراً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

أترك تعليقاً

التعليقات