فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الأخ الفاضل السيد الكريم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، قائد الثورة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فلا نعلم سبباً لعدم إعلام الموظفين الفقراء كباقي إخوانهم من الفئات الأخرى باستلام نصف الصدقة التي تسبق قدوم الشهر العزيز رمضان، الذي يقبل بخيله ورجله (متطلباته كثر). لا عرف سبباً لهذا التأخير غير أن قادة الدولة يعيشون في بحبوحة عيش سهل رغيد، ولذلك فإنهم لم ينتبهوا للموظف الفقير الذي لا يسأل الناس يسراً ولا إلحافاً!
وأحسب أن هذه القيادة لن تنكر أنها تعيش هذه الحياة الشديدة الرفاه، وإلا فـ"الزبالة" التي تخرج بيننا شاهد، "ومن كذَّب جرّب" كما قال الإمام أحمد حميد الدين، رحمه الله!
إن نصف "الصدقة" هذا قد يعيد بعض الاعتبار للموظف لدى الخباز والبقال... سواءً أكان هذا الموظف من فئة أبناء بلال رضي الله عنه أم من أبناء المشائخ والضباط أو أساتذة الجامعة، فالجميع محارَب بقصف العدو الظاهر لعدوان الأعراب الهمجي، والعدو المحارِب الأكثر شراسة وهو الفقر الذي لا يميز أحداً ولا يعذر أحداً. ولقد اقتدى التجار المتصدقون بفخامة الحكومة، فتأخرت صدقاتهم هذا العام من ناحية، وضاعفوا أسعار المواد الغذائية من نواحٍ أخرى، مع أن استيرادهم عبر ميناء الحديدة أصبح في المتناول.
يا سيدي، ممكن تظهر حضرتك في خطبة لتنصح فخامة الحكومة، التي ارتقبنا إعلانها نصف "الصدقة" المذلة، علهم يستحون من شخصك الجميل الرحيم، فتنصح لهم وتناشدهم سرعة إنقاذ فئة الموظفين، الذين هم ليسوا من البلاستيك أو من النايلون، وإنما (والله شاهد على ذلك) من البشر الذي يطعمون ويشربون ويتألمون ويبكون عند رؤيتهم أبناءهم العراة الجياع المرضى.
وملاحظة أخرى، هي أن لنا -يا سيدي- إخوة في الجنوب موظفين يموتون جوعاً، ونساؤهم وأطفالهم يعانون أكثر مما نعاني في الشمال، يستحقون التفاتتكم المباركة، فلا بد أن نسير لهم قوافل غذائية عاجلة، وعلى استعداد -وأنا أعبّر باسم شعب الموظفين من الجهة الشمالية- أن نتقاسم معهم الرغيف وقارورة الماء.
يا فخامة الحكومة، عيب عليكم، استحوا من رمضان على الأقل، إن تستحوا من بطون الجياع!

أترك تعليقاً

التعليقات