فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كأن المواطن اليمني يتمنى أن أكون صادقاً إلى حد التهور، فبسم الله الرحمن الرحيم أوجه رسالتي إلى من بيد القرار، قرار اختيار مئات رؤساء الأقسام الذين يعيدون ثقة الناس بالدولة. ولو حاولنا عمل استبيان لرؤساء أقسام الشرطة لم يبق إلّا النادر الذي لا حكم له، فالغالب هم اللصوص وأصحاب السير الذاتية السوداء، وسمعت مواطنين في الباص أجاب أحدهما على سؤال صاحبه: سأذهب إلى القسم أشكو سرقة بطارية سيارتي، فرد عليه قائلاً: بحجر الله لا تذهب، لأني أخاف أن يكون رئيس القسم هو سارق بطاريتك!... وأمّن على هذا القول جميع من في الباص، وقد مرة فترة كان وزير الداخلية بدأ بتنظيف الأقسام من هؤلاء الطغاة المردة، فلم يكمل.
إن كثيراً من المواطنين يتذمرون من أقسام الشرطة، فالإنسان الملوث يلوث الآخرين، وابتكر الذي كان ناصرياً ثم أصبح عفاشياً ثم أمسى دنبوعياً في الرياض، ابتكر ما سماه "الشرطة الراجلة" في الخطوط الطويلة مهمتها إسعاف الذين يجرحون في حوادث جراء السرعة، خاصة في الأعياد والمناسبات. وفي حادث مخيف في منطقة (معبر) صاح أحد الركاب بطقم الشرطة الراجلة: يا حمران العيون حادث مروع فاقفزوا اسعفوا الجرحى قبل أن تفتشوا جيوب المجروحين والميتين!
إن بعض الناس يستخدمون الشرطة في البسط على الأراضي، فيشتري الطقم، أعني "فيكتري" الطقم بعشرة آلاف أو يزيد قليلاً أو ينقص منه قليلاً، فيخرج الطقم (المؤلل) إلى ساحة العمليات دون إذن من قيادته ودون أمر قضائي، وربما سفك دماء بهذا الخروج!!
إن الداخل إلى بعض أقسام الشرطة مفقود، والخارج منها مولود، فالمواطن يدخل القسم ليبلغ عن حالة، فلا بد أن يدفع "أجرة" العسكري أو العسكر وإلا فلا خروج!
يحكى أن بعض قيادة الشرطة -وهذا ما ينبغي التحقق منه- يعقد صفقة مع زملائه في مناطق خارج هذه المنطقة فتتم سرقة سيارته فيذهب ليبلغ قسم الشرطة بالحادث فيضع رقم هاتفه ليتم الاتصال به بعد فترة أن سيارتك موجودة في مأرب أو الجوف، فـ"اقطب" مبلغاً لأن السارق باعها ولا بد أن نستردها، وأقترح أن تحسب حسابك فالأجرة عليك، حق الطقم وبدل الغداء وحق القات و... و... إلخ!
نريد التأكد من هذه المعلومات، فأعداء الخارج هم أعداء الداخل، علماً أن بعض رؤساء على درجة من كمال القدوة الحسنة والجدارة والكفاءة. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات