فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

الرئيس صالح الصماد، استشهد ولم يكن له منزل يؤويه هو وأولاده، بينما كثير من رؤساء وملوك لهم عشرات القصور تحجبها مزارع تحوي اصطبلات للخيل والأبقار، ولسنا نحسد أو نغمط هؤلاء الرؤساء والملوك والأمراء، ولكنا نحزن لأنها -القصور- قد عمرت من أموال الشعوب، ونسيت بيتاً من الشعر للأستاذ المرحوم شاعر الشعب شبه هذه القصور والدور بالرؤوس رؤوس الشعب التي بنيت بها هذه القصور والدور، وهذا دليل واضح فاضح لسلوك هؤلاء اللصوص سارقي الشعوب وناهبي مقدراتها، إلى درجة أن مهندسي هذا العمران بناءً وديكوراً مخططات أجنبية، وأثثت بأثاث فخم يكلف عشرات الملايين، بينما الشوارع طفح ليلها بالذين لا يملكون بعض الكراتين لتقيهم أمطار الصيف وزمهرير الشتاء القارس. فلم لا تقوم الدولة ببناء مدن للفقراء والمجانين والمساكين، فأراضي الأوقاف وأملاك الدولة تغطي عشرات المدن، وقد طرحت هذه الفكرة لصديق تولى وزارة الأوقاف، وأكد لي عزمه على استعادة أراضي الأوقاف لتصرف في مصارفها الحقيقية، ولما بدأ يرصد كيفية استعادة هذه الأراضي (شالوه)، والوزير هو السيد أحمد بن محمد الشامي، رحمه الله تعالى، لأنه لم يكن قادراً على المواجهة مع ربان الفساد، وقد وزعت هذه الأراضي مقاسمة بين رمز النظام الفاسد والانتهازيين الذين أخذوا مبالغ خرافية كتعويض والحاج (غنيمة) مسؤول الملفات، ملفات التعويض إذا مات رحمه الله، وإذا مكتوب له الحياة فسيقوم بالواجب، وقد يكون مناسباً أن تسترد الدولة عشرات ألوف الأراضي من الأوقاف وأملاك بطش بها الرئيس الفاسد عن طريق مباشرة بأوامر فخامته أو أسرته التي كانت تثير الرعب في وجوه أزلام النظام، فإذا أراد هذا المسؤول أو ذاك استكمال الإجراءات قيل له أعرف أنك لا تعترف بالرئيس وإنما بعلي سالم البيض، فتكاد ضربات القلب، قلب الموظف تسقط من فمه فيؤشر بالموافقة، إننا نسأل في القرون سر وحال الأوقاف لا لنبني قصوراً ولا دوراً، بل نبني قبوراً للذين ترهقهم حرارة الصيف وزمهرير البرد.

أترك تعليقاً

التعليقات