ظاهرة
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
أصبح الطلاق في المجتمع اليمني يشكل ظاهرة لافتة للنظر، وبدهي أن تكون هذه الظاهرة من نتاج الحرب الملعونة لصاحبها ابن سلمان وشركاه.
يُعطي الشرع الحنيف للمرأة حق رفض الزوجية، ويكفي أن تدّعي المرأة على زوجها أنه لا يقوم بواجباته الزوجية المادية والمعنوية، كأن قصّر الزوج فلم يعط المرأة وأطفالها ما يواجهون به الحياة من طعام وشراب وعلاج، أو أنه لا يرضيها معاشرة جنسية، أو أنه يضربها أو يشتمها ببذيء الكلام... الخ.
في هذه الأيام الناس محكومون بعواطف قلقة، والزوج غير قادر على التحكم بانفعالاته، وعندما تذكره زوجه بحق القوامة، فإنه يحسب أنها لا تقدره باعتباره موظف دولة ليس فيها راتب، فيبادر إلى طلاقها دون تردد أو خوف أو خجل.
في أحد أيام الأسبوع المنصرم دخلت قاعة محكمة وسمعت القاضي يسأل عن سبب طلبها للطلاق، فأجابت: سيدي القاضي، لم يعد بإمكاني السكوت، فزوجي غيّر طبعه، فقد كنا نمضي أوقاتنا في الرقص وسماع أفضل المغنين، وكان زوجي لا يهنأ طعاماً ولا شراباً إلّا من يدي، أما الآن فقد أصبح ينهرني ويصرخ في وجهي ويعاملني معاملة قاسية، حتى أنه لم يعد يقربني، ولما أسأله عن السبب يقول: ما ليش مزاج، وبما أني أخشى على نفسي الوقوع في الخطأ، فإني أطلب إلى فضيلتكم الطلاق، وهذا الذهب الذي أهداني إياه، ها هو بين يديكم يأخذه، وأحسب أنه سيكون مبلغاً مناسباً لعروس جديدة. سيدي القاضي أنا بذمتكم، فإذا لم تطلقوني من هذا الغشيم فسأقتل نفسي.
لقد تكررت زيارتي للمحكمة ولم أجد أي نصفة. أما في القاعة الثانية فامرأة تطلب الطلاق لأن زوجها كسر هاتفها وأصبحت بلا «واتس»!!

أترك تعليقاً

التعليقات