مكاشفة!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في خطابه الأسبوعي، الخميس 15/ 8، حدد السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ركائز ثلاثاً لأخطار تهدد وجود الإسلام وليس المسلمين وحسب.
الركيزة الأولى: وجود هذه الأبواق التي تنال من الأمة بكثير من العداوة والبغضاء وتدس «السمّ في السم»، تسعى في توهين عزائم الأمة من خلال المذيعات الفاتنات الجميلات، والألوان والتقنية الجذّابة التي تستخدم العِلْم وسيلة للوصول السريع إلى عقل وذوق المتلقي بيسر وسهولة تعزيزاً وتضليلاً وتزويراً ومكراً وخديعة.
ولعل السيد يقصد قنوات الصهاينة باللغة العربية: «العربية» و«الحدث» و«سكاي نيوز»؛ إذ إن هذه القنوات، وبتذاكٍ عجيب ومكشوف، تعد من موصلات الرأي الصهيوني، وهذه القنوات ممولة خليجياً لدعم الكيان الصهيوني، تمهيداً للتطبيع العلني وتعكس وجهة نظر الصهاينة وتحرّض ضد الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة.
الركيزة الثانية: التطبيع والإعلام. علماء السوء ويطلق عليهم «كبار العلماء»، والمقصود بهم علماء المملكة السعودية الذين هم خلاصة الفكر الوهابي الذي سكتوا عن مذبحة ألوف اليمنيين في تنومة 1934 بتهمة أنهم كفار، واكتفى ملك الوهابية عبدالعزيز عبدالرحمن بن سعود بإرسال ما يشبه الاعتذار إلى الإمام يحيى بن حميد الدين، وهؤلاء كبار العلماء أبواق السلطة القهرية التي تحلّل وتحرّم ما تريده الأسرة الحاكمة، فهم يستخدمون منبر الحرم الشريف للدعاية للسلطة ويحرمون إتاحة الفرصة لعلماء الأمة الإسلامية، وإذا قام عالم دين من خارج السعودية ليؤدي دوره في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنهم يرفضونه، فلا يصعد المنبر، وإذا صعد أنزلوه بعنجهية عجيبة. وهناك عشرات العلماء السعوديين ومن البلاد العربية والإسلامية يقبعون في سجون المملكة، لأن هذا العالم نصح للسعوديين أن يكون لهم دور في تبليغ رسالة الإسلام، أو لأن هؤلاء السعوديين أغوتهم الحياة الدنيوية، فنسوا حظا مما ذكروا به، فهم علماء السوء الذين يطلق عليهم «كبار العلماء».
ويخبرنا تاريخ هؤلاء العملاء بأنهم يقولون ما لا يفعلون، وكبر مقتاً عند الله أن يقولوا ما لا يفعلون، وأكبر مقتاً عند الله تعصبهم للكيان الصهيوني وتكرير الفكرة الصهيونية أن الفلسطينيين هم المغامرون والذين هم أصل العداء ويغذّون العداء والبغضاء بين الأديان، مسلمين ويهودا ونصارى. أما أن ينسف اليهود عمارات مكونة من 6 أو 7 طوابق ليلاً على رؤوس النائمين، فأقصى ما يمكن أن يقوله المطبعون أنه لا حل إلا بإقامة دولة فلسطينية وأخرى يهودية، وأنهم يدعون لضبط النفس، عبر ماكينة إعلامية ينفق عليها مليارات الدولارات بمخطط إعلامي صهيوني.

أترك تعليقاً

التعليقات