مودع!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في غاية اللهفة كنا نعد ليالي وأياماً آمنين ننتظر شهر رمضان، وجاء رمضان وها هو على وشك الوداع. فاللهم اجعل رمضان مرتحلاً بذنوبنا ومكفراً لسيئاتنا.
بعض المسلمين قد يقرأ القرآن الكريم ويقف عند قوله تعالى: {للذكر مثل حظ الأنثيين} فيحرم أرحامه من الميراث، وبعض قارئي القرآن قد يقف عند قوله تعالى: {أحل الله البيع وحرم الربا} فيأكل الربا أضعافاً مضاعفة، وآخر يقف عند قوله تعالى: {وقفوهم إنهم مسؤولون} فيظلم من له ولاية عليه/ عليه، فيصادر حقوقهم، يدخل في ذلك عدم تنفيذ قانون المرتبات من الذين يسعدون بتعذيب خلق الله، ويدخل في ذلك المسؤولون الطغاة والظلمة الذين يضربون بأحكام الشريعة عرض الحائط، وعلى رأسهم القضاة المرتشون الفاسدون المتكبرون على الله ورسوله، وبعضهم قد يقف على قوله تعالى: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تبدون إليهم بالمودة}، فيرتمي هذا القارئ/ هؤلاء القراء بأحضانهم جواسيس ومرتزقة، وبعض قراء القرآن يقف عند قوله تعالى: {ومن يغلل يأتِ بما غل يوم القيامة}، فإذا به يسرق مال الدولة ويثرى ثراءً فاحشاً بعد أن كان لا يملك رزق يومه، ويصبح طالب الحياة الدنيا كجهنم؛ تقول هل من مزيد؟!
إن رمضان دورة سماوية يتعود فيها المسلم على أن يبلغ من الرشد والزهد أن يهجر الحلال طيلة نهارات شهر رمضان كاملة، فلا يأكل ولا يشرب ولا يأتي أهله، ليعتاد أن يهجر الحرام فلا يغتاب ولا يأتي المعاصي والإفساد بين الناس، فكان شهر رمضان مدرسة رحمانية تثبت أن المسلم قادر على أن يكف عن الذنوب والخطايا.
ها هو رمضان يودعنا بثلثه الرحمة وثلث المغفرة وثلثه الأخير العتق من النار، فيا فوز الذين صاموا عن الفواحش والآثام وتصدقوا على الأرحام والأيتام وتمسكوا بآداب الصيام ورجعوا إلى الله وداوموا على الصلاة في النهار والناس نيام، وخسئ وخسر من ابتلاهم الله بالسبات وتكاسلوا بإعداد الكشوفات بحسن نية أو سوء نية من أهل الخدمة المدنية أو وزارة المالية.

أترك تعليقاً

التعليقات