فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
حديثنا اليوم عن معنى «الأسلوب» الذي هو نظام خطاب ونظام حياة، فالأسلوب هو الطريق الذي يسلكه اللغوي ليصل إلى المتلقي بما يناسب الموقف أو المقام. ويقول العلامة الفرنسي «بوفوت»: الأسلوب هو الرجل، وفي الريف اليمني تنصح الأم ابنتها بأن يكون لها أسلوب، ولبيان مقولة «بوفوت» أضرب مثلاً عبارة عن قصة حدثت واقعاً أو واقعة، فقد كانت هناك فتاة في منتهى الجمال هواها كثير من أهل القرية، ففاز بها أحدهم، ولما كان هذا الفائز عديم الأسلوب، قال لها أول أسبوع العسل وقد لاحظ عدم نظافة كأس القهوة كما ينبغي: «ألم يعلمك أهلك كيف تنظفين الكأس؟!» أجابت العروس سأذهب لأتعلم منهم الآن. حشرت العروس ثيابها على عجل، على حمق وغادرت زوجها الأخطل إلى بيت أهلها. أسبوع أسبوعان ومضى ثالث أسبوع ذهب العريس وأبوه إلى أحمق آخر هو عاقل القرية وطلبوا إليه أن يذهب إلى أهل العروس لمراجعتها، وبعد رحلة دامت بضع دقائق يدخل عاقل الحارة المنزل ويصرخ من الدرج: يا فلان كلم بنتك تمشي لزوجها أنا مراعي بالباب بلا دلع ونخيط وما كان يجرى إذا غسلت الكأس الذي لا يستغرق أكثر من دقيقة بدل ما تجلس أمام المراية أسبوعاً تتمكيج. شلوك أنت وبنتك.. أنا في الشارع بالطلاق إذا ما تقوم تتلفلف لا أروح أعقد له بست البنات فاطمة بنتي. سمع الأب هذا الأسلوب الشطط فحلف ألا تعود بل حمل معه المهر وذهب إلى العريس قائلاً لن تعود إليك بنتي، هذي فلوسك وطلق!
في اختصار أن الأسلوب له تعريفات كثيرة من أبرزها طريقة التفكير وطريقة التعبير. والصعوبة التي تواجه كل التعريفات بما أن الطريقة هي أسلوب التعامل مع المجتمع الموجه له الخطاب، وأن هذا المجتمع مع واحدية الثقافة فيه والعوامل المشتركة في تكوينه وتلوينه فإن كل فرد من أفراده له طريقة خاصة في التلقي أو على وجه أكثر دقة في فهم الخطاب.
وبالنتيجة فلا بد أن نختار المناسب في الخطاب من حيث البناء اللغوي من ناحية، ومن حيث «الأداء» من حيث فعالية تأثير هذا البناء في توصيل هذا الأداء بشكل مؤثر.

أترك تعليقاً

التعليقات