فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

لن يجرؤ أحد فيزعم أن هناك ديمقراطية في العالم العربي. ولن يجرؤ أحد فيزعم أن حاكماً عربياً يحترم مواطنه العربي أي احترام. ولن يجرؤ أحد فيقول إن حاكماً عربياً يتصف بالعلم أو أي إثارة من علم: "نبئوني بعلم إن كنتم صادقين"!
إن ما تقوله الحقيقة ويقوله الواقع -وهو أمر كارثي- أن هناك قطيعة بين الحكام العرب والمعرفة كما هو الحال بين الحكام العرب ومواطنيهم الجوعى المرضى. وإذا كانت هناك صلة بين أي طرف من هذه الأطراف فهي علاقة مكر وكيد وتربص، أو هي علاقة (من باب ضرب الأمثال) بطرف اسمه توم وجيري، مع أن الجميع دون استثناء وأقصد المجتمع العربي يعيش هذه العلاقة المنقطعة بين الحاكم والمواطن منذ وقت مبكر، بل إن الحاكم يحاول أن يجير هذا المواطن لصفه إما غصباً أو سلباً، وسلوا أجهزة الأمن في كل الوطن العربي ما الذي يحدث أو قد حدث في أقبية السجون، بل سلوهم إن كانوا ينطقون عن مآسي سجونهم، التي إذا خرج سجين منها يخرج بدون رشد ودون أهلية، لسبب بسيط وهو أنه مجنون. ويا جماعة، أين هم الذين فقدتهم أسرهم؟! بل إن كان هؤلاء المفقودون قد رحلوا أو ركبوا قطار الموت دلونا على قبورهم إن كنتم صادقين! ولنا أن نضحك بل أن نبكي أن يخرج السجين مخبراً لسجانه، وهي نظرية مزعجة، أن بإمكان البحث الجنائي أن يفيد من اللص أو صاحب السلوك القبيح ليخرج مستعاناً به ليدل المباحث على أقرب الطرق للعثور على زميله أو زملائه من العصابات القاتلة أو المنحرفة. وعندما كنا في المرحلة الثانوية كنا نختلف مع الزملاء على من يستحق النوم على السرير الوحيد في الدكان الذي نعيش فيه، فنلجأ إلى الديمقراطية، وهي أن القرعة هي الحل، واكتشفنا أن بعض زملائنا كانوا يقومون بكتابة كل الأوراق بشكل متكرر ليفوز هذا الطرف بالسرير، وليس للطرف الآخر غير التسليم بالمبدأ الديمقراطي. إن الأمر القبيح أن يستعين الحاكم الجاهل بالمثقف البليد أو المثقف المحنك الذكي ليقوم بعملية تطبيع بين حاكمه وأخيه المواطن.

أترك تعليقاً

التعليقات