فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
نطمع أن يستمر هذا المثل اليمني الفذ، المعبر عن بُعد من أبعاد الحضارة اليمنية الرائعة والزائدة، فلقد كشفت كثير من النقوش اليمنية القديمة أن فتح «المضافات»، التي يأكل فيها القانع والمعتر، يعد من تقاليد الأقيال اقتفاهم خَلَفهم عن سلفهم، قيلاً بعد قيل، وهي قائمة حتى اليوم، وخرجت هذه العادة إلى الشارع بعد أن كانت تقام في الغرف وفي أسطح بيوت المشايخ عند الشروق والغروب، وعلامة ذلك هؤلاء الفتية المؤمنون الرحماء الذين يظهرون كما تظهر تباشير أنوار الفجر بعد غبش بهيج بهي، شباب بكل عنفوان، سنة بعد أخرى يطبخون الطعام ويوزعونه على بيوت الفقراء والمساكين الذين يؤثرون الموت على أن يمدوا أيديهم للمسألة في رمضان وغير رمضان.
وبفعل هذا العدوان الكافر البغيض، لا يكاد يوجد بيت من بيوت اليمن إلَّا وفيه يتامى وثكالى. وخير عزاء لهذه البيوت مواساة إخوتهم وأصدقائهم، ولو بالزيارة، التي هي عند القادرين أغلى من أي عطاء.
وإذا كان الإحسان فريضة إسلامية والعطاء في هذا الشهر الكريم مضاعفا، فإنه لا توجد حارة إلا وفيها قادرون وضعفاء، وبإمكان رب الأسرة القادر أن يكفل أسرتين أو أكثر بحسب ما أعطاه الله؛ «ولينفق ذو سعة من سعته»، ليكتب الله البركة للمتقين، فالمال مال الله.
لندعم مطابخ الحارات ولو ببعض كيلوجرامات من الأرز والخضار والخبز وما أشبه، وليبادر أصحاب الكفارات بمنح كفاراتهم لهذه المطابخ المباركة. وإن الله مع المحسنين.

أترك تعليقاً

التعليقات