فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

إنه عصر الثورات، عصر الشعوب، من أجل حياة كل مواطن يسعى أن يكون حراً طاعماً شارباً، آمناً، مستقلاً مستقراً سيداً.
لقد توهم الطغاة أنهم قادرون على الاستمرار في جبروتهم وطغيانهم وتسلطهم على رقاب "العبيد" الذين كانوا عباداً.. ظن هؤلاء الطغاة الجبارون المتكبرون أن البطون الجائعة لن تستطيع الأنين، فضلاً عن الصراخ، وأن الأيدي المرتعشة لن تقدر على رمي جمرات عقبات الاستبداد والاستحمار، والاستمراك (أمريكا)! فإذا الأنين يصيح صيحات، ليعصف بالطغاة، ويكشف كرب المكروبين، ويطرد هذا الزبد، ليبقى الذي ينفع الناس ماكثاً في أرض الوطن، يمنح الزراع إشراقة الضياء وطلاوة الخضرة، ليمنح كل زرعة شهوة الحياة، ونشوة الطبيعة، حين تزدهر النفوس بالأمان، بعد أن لفظت قيوداً أدمت الأجسام والأفئدة.. غير أن الأرواح الشريرة لم تبرح سماوات الثورة، فلما يزل الذباب يحلق في أحواز الفضاء، ولو بجناح واحد، عله يلقى بعض متنفس لطنين يائس بئيس.
إن الشعوب كانت على حق حينما أطلقت زئيرها، ومازالت تزأر قادمة من كل ريف تعز وربوع المناطق الوسطى والأقاصي البعيدة، من شبام وشبوة والوادي، تحمي الثورة والثوار.. كانت الشعوب على حق عندما رأت مليارات الأموال ومليارات العملة الصعبة ما قدرت تحمي اللصوص من صيحة تراكمت فأضحت أعاصير غضبى تأتي على كل شيء. أما ملتحفو الشراشف، والذين استبدلوا الذكر بالأنثى فارين مبهوتين، فقد شاء الله ألا يخفف عنهم، ليروا ما حاق بهم وما كانوا يصنعون إذلالاً للشعب ونهبهم لثرواته، وإذلالاً أيضاً لسيادته وبيعاً لاستقلاله.
تحتاج الحرية كل شعوب الأرض من لبنان إلى الهندوراس، ومن صنعاء إلى السنغال، ليتعرى هذا الوطن أو ذاك من الذين أسرفوا، كما أسرف علي مسيء الأحمر وشيخ "المنجة" وجعجع وإميل لحود وياسين سعود نعمة، من كل سواتر الشرف. ولا نامت أعين الجبناء.

أترك تعليقاً

التعليقات