فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
قال أحدهم: لماذا تكرر في حديثك مناشدة المسؤول الأول عن الرعية، الأخ الفاضل عبدالملك الحوثي، أن الأمة تعاني من ضنك العيش؟! ألا يعلم ذلك؟! ولماذا تكثر من التذكير بأن المعلمين في المدارس والجامعات تختلف بطونهم عن بطون الفئات الأخرى؟!
قلت: أما تكرار الحديث للأخ الكريم عبدالملك الحوثي فإنه من باب تذكير المؤمن، فالذكرى تنفع المؤمنين، بعد أن أسلم كثير من المسؤولين همهم لجمع الأموال الطائلة من شبه الحرام، بل من الحرام، وغفلوا عن واجبهم إزاء الأمة.
ولا نحتاج -كي نتطهر من الرمي بالتهم- إلى جهاز البحث وتحقيقات بقية أجهزة الإثبات، وإنما لنسأل هذا أو ذاك: كيف يعيش القائمون على أمر الناس، من وزراء وأمناء عواصم ومحافظين وضباط مرموقي المناصب والدرجات المعلقة على أكتافهم ومسرفين (بالسين المعجمة والشين غير المعجمة) مع حياة المواطن الذي غدا وأمسى يلتمس الرقباء ليبحث عن طعام في القمامة كما تبحث الحيوانات؟!
نكرر التذكير للسيد لأنه يعرف ما هي مسؤولية الراعي تجاه رعية لا تقدر بطونها قيمة الصبر وأهميته، ولا ضرورة أن يكون الجوع إحدى وسائل العلاج لمرضى القرحة في المعدة أو التهاب القولون!
أما الحديث بخاصة عن المعلمين في المدارس والجامعات فلأن ما نعانيه من الجهل سببه أننا لم نهتم بالتعليم الذي المعلم أسه الأول؛ فالجهل يزدهر بواسطة المعلم الذي يشرح الدرس ومعدته خاوية على كروشها، وعقله مشغول ومسكون بكيفية شراء دقيق لعياله ودواء يستحقه أطفاله. كيف يستطيع هذا المدرس أو الدكتور إيصال فكرة علمية أو أدبية؟! بل كيف يستطيع أن يشرح «المدونة»، مدونة «الأشتر النخعي» أو محاضرات الشهيد الحوثي أو محاضرات أخيه المحفوظ بعناية الإله عبدالملك الحوثي؟!
يا سيد، لقد آن الأوان أن نحتفل براتب كامل لمناسبة سعيدة، ألا وهي هروب بواخر سرقات النفط من موانئنا الوطنية التي لاذت بالفرار من طائراتنا المسيرة، وهي مناسبة لا تقل عن عيدي الفطر والأضحى!

أترك تعليقاً

التعليقات