فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من المفارقات الفجة أن زعماء الأمة العربية في القديم والحديث -إلا قلة أقل من عدد الأصابع كما هو في العصر الحديث "سوار الذهب" من السودان و"جمال عبدالناصر" من مصر ولا أعرف ثالثاً لأنه غير موجود- أصحاب ثروات أسطورية فلكية تجد ماكينات عد النقود تعباً وكللاً ومللاً وهي تعد وتحصر!
أما طرف المفارقة فهو الشعوب التي تبحث غالبيتها بين أكوام القمامة عن طعام تقيت به أبناءها، والبحر المتوسط يبتلع آلاف الجوعى الذين يبحثون عن فتات نظيف في نفايات إيطاليا واليونان، كثير منهم من أفريقيا التي تنتج الذهب والألماس، ووسائل الإعلام تأخذ أجرا مقابل نشر القتلى الهاربين من الخليج وليبيا بحثاً -بالإضافة إلى الجوع وتحسين وسائل عيشهم- عن "رئات" تضخ أنفاس الدكتاتورية وتستبدل أنفاس الديمقراطية، خاصة بعد مقتل خاشجقي، فالمواطن الخليجي أصبح محدود الحرية باتجاه الخارج خوفاً من أن يصبح حر القول بفضح نظامه الفاسد، فيلوذ بالبحر هو وأسرته التي قد تصبح رهينة لهذا النظام أو ذاك!
إن المرء ليأخذه هول الشعور بالمأساة وهو يرى هذه المفارقات الخارقة بين أناس يعبثون بمليارات الدولارات وآخرين يلوذون طوافين ببراميل القمامة يبحثون عن بقية رغيف! بل ولسنا ممن تستفزهم المفارقات نطلب التحريض على مصاصي دماء الفقراء أو ننطلق بفعل غيرة أو حسد والعياذ بالله.
حين نجد أسراً خليجية تتباهى حين تجتمع في مناسبات مفاخرة أو مباهاة فتذكر هذه أو هذا بأن غداءه أو عشاءه إنما يأتي من مطاعم أوروبا. وقد بدأ هذه البدعة رئيس "مصر كامب ديفيد" الذي كان يتباهى بأنه يستمتع بوجبات مطعم "مكسيم" باريس. وإذا كانت طائرة السادات الرئاسية هي الواسطة بينه وبين "مكسيم" باريس فإن الطائرات الخاصة بأميرات وأمراء الخليج أسرع.
والسؤال: من يردم هذه الهوة بين المعقول وعكسه؟!

أترك تعليقاً

التعليقات