فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كتب الشيخ عبدالله عزام عن كرامات جهاد الأفغان في كتاب عنوانه "آيات الرحمن..."، ومع عدم التفريق بين القصة الأسطورية والقصة الواقعية من وجهة نظرنا -على اعتبار أن الجانب الأسطوري كان غالباً، إلَّا أن القراء -وأنا أحدهم- صاروا متأثرين مما كتب، بعبارة قرآنياً بقوله تعالى: "والله غالب على أمره"، وقوله تعالى: "والله على كل شيء قدير". ولم يكن عزام مراسلاً عسكرياً قد شهد ما حدث للمجاهدين، والمجاهدين الأمريكان بخاصة، تلك الانتصارات التي هي الأشبه بالمعجزات -أو على الأقل الكرامات- بل صدرت تلك الآيات أشبه ما يكون بقصص الأطفال "الغرائبية" التي تنتجها "هوليوود". أقول إن "آيات" عزام تصلح لـ"هوليوود" أكثر من أن تكون أحداثاً دقيقة كتلك التي سجلها محمد حسنين هيكل، حين كان مراسلاً عسكرياً لمجلة "المصور" القاهرية في الحرب العالمية الأولى.
مقدمة أعتذر للقارئ على التطويل، إلا أن ما حداني للذكر هنا هو عمل بعض "الموازنات" بين "آيات عزام" وآيات "أنصار الله"، والتي يمكن أن تطلق عليها "الآيات الجهادية في انتصار الجيش واللجان الشعبية ضد أمريكا والسعودية"، وإذا كان الشيخ عزام رحمه الله، قد كان وحده الذي عاصر هذه المعارك الأفغانية، وعلى ذمته هو، فإن معارك "أنصار الله" قد شهدها العالم بأسره، فكيف يكون متاحاً لبضعة نفر من الشبان الحفاة اكتساح مواقع محصنة بأحدث المجنزرات على مستوى العالم، وإضافة إلى المجنزرات المراصد الإلكترونية التي يمكنها رصد الهدف لمئات الكيلومترات، فإذا بصوت المجاهدين الذين اكتسحوها بصيحة: "سلم نفسك يا سعودي.. أنت محاصر"، يخرس تلك المجنزرات والإمكانات الأخرى، وتشل فاعليتها، عليها لتتقدم "الولاعة" لإحراق تلك المجنزرات التي شاهدها العالم وهي تصطدم ببعضها هرباً من شاب لم يبلغ الـ20 من العمر. إن قصصاً أشبه ما تكون بالأسطورة الحقيقية.

أترك تعليقاً

التعليقات