فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
سيقدم رمضان -ويا أهلاً ويا مرحباً بقدومه- ونسأله تعالى أن يكون قدومه بداية فرج وانفراج ويسر لا عسر، فهو مطهرة للغم والحسد، مرضاة للرب، ومذهبة للكرب إن شاء الله تعالى. ولا بد أن نلفت العاقلين والحاكمين إلى أن ينظر لهذا بعين الاعتبار، انطلاقاً من أن الشعب اليمني لايزال يواجه حرب الأمم المتحدة كمؤسسة وكمخرجات حربية، وأن هذه الحرب الضروس تستخدم نكهات عديدة، وأبرزها حرب الشائعات، فلقد دارت في السنوات الماضية فكرة "الحوثيين يغلقون المساجد كيلا تقام صلاة التراويح"، وهذه شائعة ينبغي أن يتصدى لها العقلاء، فكل ما في الأمر أن العلماء على أن التراويح سنة نبوية أداها النبي الكريم مرة في جماعة ثم صلاها منفرداً في بيته وترك جماعتها لمن يريد، خشية أن تكتب فرضا، رفقا من الله للأمة المحمدية، وإلا فالمساجد التي أغلق بعضها كما يقال، وقد يكون حدث بالفعل، إنما كان بعض القائمين يذهبون إلى أن مكبرات الصوت قد تزعج المرضى والمصلين الذين قد تأخروا عن صلاة العشاء... الخ، فاستغل معسكر حرب الشائعات ليضع "الحوثيون يمنعون صلاة التراويح في رمضان" مادة خصبة لإعلام العدوان السافر والفارغ للتحريض ضد اليمنيين.
لهذا لا بد أن نقول بملء الفم: لا للذين يتيحون الفرص للغوغاء. وجزاهم الله خيرا لغيرتهم على المرضى من مكبرات الأصوات؛ ولكن عليهم أن يحترموا من يريد أن يصلي التراويح، فالعرف عند اليمنيين أن صلاة التراويح من شعائر شهر رمضان المبارك، وأن هناك قاعدة فقهية تقول: "ما رآه المؤمنون حسناً فهو عند الله أحسن"، وعلى المعترضين على صلاة التراويح أن يوجِدوا البديل، كيلا ينصرف مصلو التراويح إلى مشاهدة المسلسلات الملهية عن ذكر الله وعن الصلاة، وليغتنموا صلاة التراويح لتعليم دين الله الذي يكره الترهات وتقديم الخلاف على مسائل ينبغي ألا تكون مثيرة لأشواق العدو الذي لايزال يتربص باليمنيين الدوائر. والسلام ختام.

أترك تعليقاً

التعليقات