عمالة!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
استغل السعوديون فقر كثير من اليمنيين فسخروهم للتجسس على اليمن وإعطاء السعوديين معلومات مضللة وهادية عن الشباب اليمني. وكان هؤلاء الهادون والمضللون شخصيات عسكرية ومدنية، رجال فكر وأدب ورجال بندقية ومدفع وصاروخ... الخ.
كان الشأن اليمني يُرفع أولاً بأول، عبر السفارة السعودية أو عبر أفراد من أسفل السلطة وأوسطها وأعلاها، وتولى بعض المشائخ هذه الوساطة ليكون قاصده من رجال الدولة ما يريده من المال الحرام على حساب وطنه وأرضه.
وتسابق كثير من الناس على إرضاء السعودية بكتابة التقارير من ناحية، وتثبيط الأداء، و... بحسب ما يطمع فيه من الدعم الريالي السعودي.
وصرح حميد الأحمر بأن والده الشيخ كان يستلم مخصصات مالية من السعودية، وعلي عبدالله صالح يستلم مخصصات مالية من السعودية، ومعظم الوزراء يستلمون... ومقابل هذه الأموال كان اليمني يتنازل عن وطنه، كلٌّ بحسب موقعه وقدرته على النفاق ومركزه في العمالة. كل ذلك جعل السعوديين أكثر اقتداراً على تجاوز السيادة اليمنية والعبث بقدراتها لما فيه المصلحة العامة. ولا يعرف المرء كيف لا يستطيع العميل أن يتخاذل أو يتكاسل لتنفيذ أوامر المملكة (المهلكة) وهو يأخذ الشهرية المالية والمكافآت من قنصليتها أو سفارتها في صنعاء، أو عبر إشعارات اللجنة الخاصة.
ويحدثنا المرحوم أحمد محمد الشامي في كتابه الرائع "رياح التغيير" كيف أن الأستاذ النعمان أراد أن يتفرّد بـ"صُرّة" الذهب من جلالة الملك عبدالعزيز، وبالقوة أخذ نصيبه منها!!
وكان للمقدم أحمد الغشمي وجهة نظر، فلقد جمع المشائخ وبعض الشخصيات وقال لهم: أعلم أنكم تستلمون مالاً من السعودية، وأنا لا أريد أن أمنعكم من ذلك، شريطة أن تصل هذه الأموال إليّ وأنا أسلمكموها وافية وبدون "جمارك"!
كان المقدم الغشمي ربما يريد أن يحدد موقعه من هذه الشخصيات التي يمكن أن تشكل خطراً على منصبه الرئاسي، ويعرف قدرة هذا العميل أو ذاك على حرف مسار الوطنية أو مسار العمالة!
وفي اختصار، فتشوا عن العملاء الذين يقومون بدور غير وطني لاحتمال حرب سعودية يمنية محتملة، فيقدموا التقارير للنظام السعودي. ومن السهل جداً أن تكتشف جهات الاختصاص هؤلاء الذين باعوا شرفهم للعدوان السعودي مقابل أثمان باهظة وحقيرة!

أترك تعليقاً

التعليقات