فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

عطفاً على موضوع سابق نؤكد أن حلقة الصراع بين الأثرياء والفقراء تتسع إلى درجة أن يرحب الفقراء بالموت، فهو الأفضل من خيارات كثيرة كالسرقة والنهب والتقطع.
ولا يكاد يمر يوم إلا ويسقط العشرات في المتوسط غرقاً، وعلى المرء أن يجد حقيقة واقعة من أن بلداً غني بالنفط هو ليبيا يغرق أعداد كثيرة من أبنائه في البحر بعد أن دفعوا كثيراً للمهربين بحثاً عن رزق كريم لا يجدونه في بلادهم. وإذا كان السؤال للعقيد معمر القذافي (أمين عام القومية العربية) فإن الجواب جواب العقيد على سؤال: أين تذهب أموال نفط ليبيا؟! هو أن العقيد معمر اشترى محطات نووية واشترى رؤساء أفريقيا لمبايعته "ملك ملوك أفريقيا" الذين عليهم -وبعضهم وثنيون- أن يؤدوا صلاة الجمعة مقتدين بملك الملوك، ليسمعوا في صلاتهم، شاؤوا أو كرهوا، في الركعة الأولى سورة الأنعام وفي الثانية سورة الأنعام، إذ يكون الكفر أرحم من هذه الصلوات الشاقة. أما ما بقي من ذهب النفط فإن العقيد أمير المؤمنين يرسلها لثوار في نيكاراجوا وآخرين في إيرلندا. وقد رويت أخبار -وهذا ليس مستغرباً- أن العقيد فكر وقدر وقتل كيف قدر، فدفن ملايين وربما مليارات في بعض صحارى ليبيا، لأن بقاءها في البنوك العالمية إنما هو ظلم للشعب الليبي ودعم للإمبريالية والاستعمار.
لقد كنت وما أزال أطالب باحترام القانون الموجود أو الذي سيوجد، وهو أن تنشق عما يسمى جهاز الرقابة والمحاسبة محكمة الأموال العامة لتسترد مليارات الدولارات أو الريالات، وهو أضعف الإيمان، من الذين هبروا مال الدنيا والآخرة ومايزالون، بحكم المحسوبية والأسرية والتوجيه توجيه الرئيس القائد أو الزعيم، الذي قضى انطلاقاً من النصح الرشيد، وهو "كلوا من فوق رؤوسكم"، فأكلوا من فوق الرؤوس ومن تحت الأحذية، وهو ما جعل باجمال، رئيس الحكومة آنذاك، يؤكد أن من لم يغتنِ في عهد الرئيس "الصالح" فسيعيش فقيراً للأبد. العالم بما فيه العالم العربي يعيش فقراً مدقعاً، بينما الحكام "يتحشوون" الدولارات، حسب المقالح!
إن الإجراء العادل قانوناً وشريعة هو إنشاء محكمة لمصادرة أموال اللصوص الذين أدمى التصفيق أكفهم وبحت أصواتهم من الهتاف للزعيم في أكثر من مناسبة، أن يحاسبوا وتصادر أموالهم وفق محاكمة عادلة للشعب المنكوب.
والله من وراء القصد.

أترك تعليقاً

التعليقات