فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الأخ العزيز أبو نشطان صاحب الزكاة    المحترم
بعد التقدير وخالص المودة:
أسأل الله أن يجعل عملكم وزملائكم خالصاً لوجهه الكريم، ومقرباً إلى جنات النعيم. وباسم جميع من تصدقتم عليه من مستحقي هذه الفريضة الشرعية نشكر لكم اجتهادكم في أن تصل إلى أصحابها؛ ولكن لنا ملاحظة أحسب أنكم تقدرون قدرها، ألا وهي فقه أولويات بذل هذه الصدقات. ولعل على رأس هذه الأولويات بناء مساكن لكل الفئات، وأولى بهذا السكن فئتا رجال التربية والتعليم ورجال الأمن، الذين يبذلون أرواحهم في سبيل أن يعيش أبناء اليمن في طمأنينة وسكينة، وهم في رباط سهراً وجوعاً وفقراً، فلماذا لا تفكر مؤسستكم الرائدة في بناء مدن سكنية، فأراضي الأوقاف شاسعة، وصندوق الزكاة مليء، والمهندسون والبناؤون «خيرات»، ولم يبق إلا قراركم الناجز، ومدينة سكنية خير من تزويج مليون من العزّاب، وأفضل من شراء مليار حقيبة مدرسية.
إن المئات من الذين زوجتموهم، وجزاكم الله خيراً، «حانبون» في بيوت الإيجار، وكثير منهم متبطلون (دون وظيفة)، وإذا وجدت الوظيفة لا يوجد راتب!!
إن بناء السكن هو المصرف الجدير بالتقدمة، وهو الصدقة الجارية، وسيكون بحق ذِكْراً لك ولقومك دنيا وأخرى.
إن من سوء الأمور ومن الأشياء التي تجلب الضيق وتؤصل الإحباط أن يخاطر جندي الأمن بنفسه وهو يفكر أين سيعيش أولاده من بعده، خاصة بعد أن تعرض للطرد من قبل القانون الأشد قبحاً، قانون الإيجار، الذي يقال إن من وضعه أصحاب العمارات وبعض لصوص أقسام الشرطة وأمانة العاصمة. وكيف يستطيع مدرس المدرسة أو أستاذ الجامعة أن يعلم الطلاب وهو يفكر أين سيذهب وأطفاله بعد تنفيذ قانون الإيجار؟! وإضافة الفقرة (4) التي أضافها الأكاديمي بن حبتور إلى قانون الجامعات اليمنية على غفلة من حراس دستور الجمهورية اليمنية الذي يكفل للأستاذ المتقاعد حق السكن الجامعي هو وأولاده بعد أن أمضى عمره في خدمة الجامعة؟!

أترك تعليقاً

التعليقات