فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
شهر رمضان شهر القرآن الكريم، الذي يوصي بحق المسلم، الجار وغير الجار. شهر رمضان شهر التوبة والعودة إلى الله وشريعته المطهرة. وإذا كان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، فإن هذا الشهر المبارك يوصي حكام المسلمين بأن يعودوا إلى مولاهم مستحق العبادة وقابل التوب شديد العقاب.
المطلوب إلى حكام المسلمين، الذين سفكوا دماء اليمانين ودمروا بنيانهم واقتلعوا زروعهم وثمارهم وقتلوا فرحتهم، أن يعودوا إلى الله رب رمضان الذي لا ينفع فيه صوم الصائمين بغير جبر الضرر والتعويض والاعتذار والكف عن الأذى والمؤامرات.
لعله لم يكن سرا توالي الرسائل البشرية والكتابية المتوالية من جانب «الأشقاء» في المملكة السعودية، والتي تصل إلى القيادة في صنعاء، إضافة إلى من يحمل هذه الرسائل من الأشقاء والأصدقاء، ويكون جواب القيادة هو جواب كل يمني: أننا لن نطمع بما هو فوق الحق وأداء الواجب.
لا نريد ما ليس لنا تفضلاً وكرماً. نحن نريد حقنا الذي هو لنا، ولا نريد زيادة، فالعالم، بما في ذلك الشعب السعودي الشقيق، يعرف يقيناً أن النظام السعودي نظام معتدٍ استقوى بكل القوى الظالمة الجبارة، وعلى رأسها أمريكا التي لم يكتف النظام السعودي بأن بذل لها مئات المليارات من الدولارات لا لتضرب اليمن وحسب، ولكن لتعلن قرار الحرب من باحة البيت الأبيض، وإذا بها لا تكتفي بحاملات الطائرات والأسلحة البرية والجوية والبحرية، بل ذهبت السعودية تشتري شركات المقاولات الحربية لتقتل اليمن واليمنيين بكل غرور وكبر وجبروت!
يا خادم الحرمين الشريفين، شهر رمضان قد أعفاك من الصوم، لحالتك الصحية، ولأنك لم تعد مكلفاً، فقاعدتنا الفقهية في اليمن أنه «لا واجب مع عجز، ولا حرام مع ضرورة»، فبإمكانك وولي (عهـ...) أن تكفوا عنا الأذى، وليكن رمضان بداية للتوبة والبراءة من صنيعك. وإلى ولي (عهـ...): حسبك ما صنعت من خراب ودمار، فاتق الله، ولك أن تعلم أن بعض مليارات تنفق كثيراً منها كخراج لأمريكا أو على الصحيح والأكثر صحة كجزية وللشواذ، من وراء «الترفيه»، بعض هذه الملايين يمكن أن تجبر ضرر إخوانك المسلمين الصائمين في اليمن. ولا أذيع سراً إن قلت إن السعودية تهدد إن لم يطبع اليمن مع «إسرائيل» فإنها سوف تستخدم «إسرائيل» وأمريكا لحرب اليمن. غير أن الرد جاء على لسان الحوثي، عضو المجلس السياسي: اليمن اليوم ليس يمن الأمس. وبه تعالى العون.

أترك تعليقاً

التعليقات