فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

من أبرز المرجعيات في بلدنا المقاوم تحريف (أخبل) لمفهومات اتخذت شكل مبادئ مقدسة احتفى بها مناضلون أحرار، جمهوريون وملكيون، تداولوا المكان لتكريس نضال لا بد منه؛ فتعز انطلقت منها ثورة 14 أكتوبر، فكان من أذكى شرارتها الأولى الماركسي عبدالله باذيب ورفاقه سالم ربيع علي وقحطان محمد الشعبي وعبدالقوي مكاوي وصالح الدحان وسلطان أحمد عمر، الذين أمدتهم صنعاء بالسلاح والذخيرة - بحسب الرفيق عنتر. أما الموقع التداولي فعدن التي كانت منطلق شماليين أسسوا وأكدوا منهج حرية أحمد محمد الشامي، العضو الملكي في مفاوضات الجمهورية/ الملكية في (آخرة) نضال، ولا نستثني رفيقيه أحمد محمد النعمان والعزي محمود الزبيري، وليس خارج الدائرة الأمير سيف الحق إبراهيم الذي قضى بـ"سرنجة" طبيب الإمام أحمد حميد الدين، الذي خاب ظنه فعاد راجعاً من عدن بلا خفي حنين، ولا "فردة" منه!
إن ما يزعج الثوار الحاليين، الأحياء والميتين، هو هذه المنطقية أو المناطقية، التي تجعل حارة "صينة" في تعز أقدس من صعدة وعدن ومأرب وشبوة وحضرموت... إلى آخر مبادئ الثورية والرجعية والامبريالية والبروليتارية، وبقية معجم عفا عليه الزمن ونام ثم مات! وإذا كان بعض "تداولات" استرجاعية تشكل استذكاراً للعبرة والموعظة، فإن خير ما نذكره في هذا المقام حكاية العراقي الذي سأل الإمام أبا حنيفة: هل تصح الصلاة بثوب عليه نقطة ذباب؟ ولم يسأله عن حرمة دم الحسين الذي استجاب لدعوة آلاف العراقيين الذين أرهقهم ظلم بني آكلة الكبود.
قلنا لهم -وهذا الاختلاف أو بعض الخلاف- إن دماء صعدة ودماء سالت في خيام العزاء والأفراح في مناطق الشمال وتهامة ليست دماء تختلف في الحُرمة بين دم وآخر، وأن الخلاف -والأساس فيه هو عدم المساواة بين هذه الدماء من ناحية وتجريم سافكها أكان إماراتياً أم نجدياً- أن رائحة النفاق تنبث منتشرة تقذفها حناجر المرجفين تدعو تارة بلهجة الطائفية وتلعق بنادق الكلاشينكوف تارة وأخرى بمدافع "الأباتشي"!
أيها الحمقى، إن المجرم واحد، أكان سلمان أو حمود سعيد!

أترك تعليقاً

التعليقات