ولد غريفيث
 

عبد الحافظ معجب

راح الموريتاني ولد الشيخ وجاء البريطاني ولد غريفيث و"ما فيش فايدة"، لأن سياسة المؤسسة الأممية هي ذاتها في تأييد العدوان لم تتغير بعد، لعدة اعتبارات، لعل أولها الأموال التي تصرفها وتضخها خزينتا المقامرين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.
حتى وإن بدا مارتن غريفيث، بالمقارنة بالكذاب اسماعيل ولد الشيخ، صادقاً في تحركاته وإحاطاته التي يقدمها أمام مجلس الأمن، إلا أن اليمنيين لم يلمسوا أي فعل جدي ملموس يفضي إلى وقف العدوان أو رفع الحصار، ففي الوقت الذي يجري فيه المبعوث جولته داخل العاصمة صنعاء قبل أيام قليلة من موعد جولة المفاوضات المزمع عقدها بالسويد، لا تزال طائرات العدوان تقصف منازل المدنيين وتستهدف الأعيان المدنية وتقتل الأبرياء، كما لا تزال المعارك مشتعلة في مختلف الجبهات.
منذ تعيين غريفيث مبعوثاً لأمين عام الأمم المتحدة في اليمن وهو "سارح راجع" للعاصمة صنعاء، وأجرى سلسلة لقاءات ونقاشات ومباحثات، من ضمنها لقاؤه مع قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي وقيادات الدولة ممثلة بالشهيد صالح الصماد ومن بعده الرئيس مهدي المشاط، بالإضافة إلى رئيس الحكومة عبد العزيز بن حبتور ووزير الخارجية هشام شرف وقادة الأحزاب السياسية والمكونات الوطنية، وصفت جميعها بالإيجابية.
بالمقابل أجرى غريفيث جولات وزيارات عدة إلى عدن والرياض وأبوظبي وواشنطن لإنهاء العدوان على اليمن، رغم تعنت أطراف الرياض وعدم تقديمهم أي تنازلات 
من أجل إحلال السلام على مدى الأعوام الماضية، وتمسكهم بأوهام السيطرة على أكثر من 85% من الأراضي اليمنية.
المشكلة أن كل جولات المفاوضات التي جرت والتي ستجري تتم بين القوى الوطنية وطرف "آخر" غير معني بالحرب، ولا يملك أي قرار في وقف أو استمرار العدوان، وهذا هو الخلل. وباعتقادي لن نصل إلى الحل الكامل والشامل إلا بالتفاوض المباشر مع أصحاب الشأن في الرياض وأبوظبي، أو سيدهم الأكبر صاحب القرار الأول في واشنطن ولندن. 
وبالاقتراب من موقف لندن فمشروع القرار البريطاني المطروح على طاولة مجلس الأمن، والذي لم ينص على وقف الحرب واكتفى بالهدنة في الحديدة فقط، يسعى لتسليم ما تبقى من موارد اقتصادية وإنسانية لمرتزقة الرياض. وبحسب وصف عضو الوفد المفاوض عبد الملك العجري فإن مشروع القرار سيكون لغماً آخر في طريق السلام وإيقاف العدوان على اليمن.
أما واشنطن فالذي لم يحصل عليه العدوان بالعاصفة المزعومة منذ 4 أعوام، تحاول إدارة ترامب تحقيقه على طاولة المفاوضات، بهدنة وهمية في الحديدة تفضي إلى احتلال ميناء الحديدة، من خلال ما أعلنت عنه المتحدثة الصحفية باسم وزارة الخارجية، هيذر نويرت، عن أن واشنطن تقترح تسليم ميناء الحديدة إلى طرف محايد للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، مؤكدة أن الوقت قد حان للمفاوضات المباشرة ولإقامة تدابير الثقة المتبادلة.
ترمي المواقف والتصريحات الأميركية والبريطانية إلى إيجاد مخرج من ورطة الحرب على اليمن، والتهرب من المسؤولية القانونية جراء المجازر بحق المدنيين، لاسيما وأنها بغطاء وأسلحة أميركية بريطانية، ومنح مهلة جديدة للرياض وأبوظبي لتحقيق أي انتصار معنوي قبل إنهاء العدوان، ولا يوجد أي مكان للمرتزقة والعملاء في الحلول المطروحة والمخارج التي يتم بحثها.

أترك تعليقاً

التعليقات