اليمن المحتزم بالجنبية
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا -
لم يخطر ببال دول التحالف يوماً أن تكون النتائج لعدوانها على اليمن كما هو الحال اليوم، كان من المقرر أن يتم تدمير البلد المنهك، والقضاء على كل فرص الصعود، بإتمام المشروع الطويل الذي بدأه الأمريكان مع السعودية منذ عشرات السنوات لضرب كل فرص النهوض في اليمن.
سبعة أعوام وهي بالأساس فترة لم تكن في حسابات التحالف، استطاع خلالها اليمني أن يصمد ويحول التحديات الى فرص، ولا ينكر أحد أن ما حدث ويحدث في اليمن أشبه بالمعجزات، كيف لهذا الشعب المقتول بالحرب والحصار والجوع أن يصمد كل هذه الفترة، ولم يقتصر الأمر على الصمود ومواجهة الموت بالحياة، بل كيف استطاع اليمانيون أن يصلوا إلى ما هم عليه اليوم، وهنا سأخبركم بأمور ربما لانشغالنا بمواجهة الأزمات اليومية التي خلفها العدوان لم ننتبه لها أو نركز عليها.
من الطبيعي جداً أن تزداد وتيرة العدوان في العمل على حرف مسارات تفكيرنا بشكل يومي، وكل ما نتابعه على وسائل التواصل الاجتماعي والضخ الإعلامي و"القضايا السخيفة" و"التافهة" التي نقرأها ونسمعها ونتأثر بها "أحياناً" ما هي إلا جزء بسيط من سيناريوهات ترسم بشكل يومي في غرف عمليات التحالف لإرباك المشهد وإشغال الرأي العام وإبعاده عن الواقع وتشتيت ذهنه حتى يحقق العدوان ما يمكن تحقيقه في خضم الفشل الذريع عسكرياً وأمنياً.
نجحت فعلاً دول العدوان في إشغالنا بتفاصيل كثيرة "خلتنا مدوخين" نخرج من قصة وندخل بقصة ثانية، وعلى هذا الحال تمر أيام وأسابيع وأشهر وسنوات واحنا في دوامة ما تخلص ولا تنتهي، وهذا الأمر أبعدنا بشكل كبير عن فهم المكانة التي وصل إليها اليمن، ولم نستوعب حتى اللحظة أن الانتصارات التي "ننتشي" بها يومياً أحدثت متغيرات على المستويين الدولي والإقليمي، ما سطرته أيدي الأبطال "طومر وأبو قاصف وشمار والملصي والجرادي" وغيرهم من المجاهدين فرضت معادلات جديدة على خارطة القوى الدولية.
عندما يستقبل الرئيس الإيراني الجديد وفد صنعاء قبل استقباله رؤساء وزعماء دول يقفون في طابور الانتظار، وعندما يدخل موفد الرئيس المشاط "محمد عبدالسلام" الى مراسيم تأدية القسم للرئيس "إبراهيم رئيسي" في طهران وهو "محتزم بالجنبية" ويجلس في الصف الأول ومن خلفه سفراء الاتحاد الأوروبي، فاعلم أن اليمن أصبح لاعباً رئيسياً على الطاولة ورقماً مهماً لا يستطيع أحد أن يتجاهله أو يقلل من قيمته ودوره.
هذا الأمر بكل تأكيد سينعكس على أمور أخرى كثيرة، ستكشفها الأيام القادمة، وكل التطويل والتأخير الذي يقوم به الأمريكان حالياً في إحلال عملية السلام ووقف العدوان ورفع الحصار ما هو إلا خوف ورعب من الصعود الكبير لليمن العظيم، في الوقت الذي تتداعى وتتهالك فيه ممالك الخليج.
ثق أيها اليمني مهما حاصرتك المعاناة أن الخير قادم وأن "يمن الأنصار" ليس كـ"يمن الانبطاح" "الإخواني العفاشي"، ومثلما انتصر اليمن في الجانب العسكري والأمني سينتصر في الصناعة والتجارة والاكتفاء، ومن استطاع أن يصنع الصواريخ والمسيرات في ظل الحصار لن يعجز عن صناعة الغذاء والدواء والسيارات والقطارات والطائرات، إنه اليمن العظيم بعظمة شعبه وقيادته.

أترك تعليقاً

التعليقات