صهيوني في بلاد الحرمين!
 

عبد الحافظ معجب

ادعاءات متكررة تروج لها دول العدوان السعودي وأدواتها الإعلامية بوجود خبراء إيرانيين وأفراد من حزب الله إلى جانب الجيش واللجان الشعبية، وعلى مدى 3 أعوام من الحرب لم نشاهد إيرانياً واحداً أو جندياً واحداً من جنود حزب الله، وبالأساس إحنا مش ناقصين خبراء ولا جنود، الشعب اليمني كله خبراء عسكريون ومقاتلون شرسون، لكننا وجدنا ورأينا مرتزقة أفارقة يقاتلون في صفوف التحالف، وجيوشاً تم تجميعها من مرتزقة الداخل ومن عشرات الدول، وجميعهم انهزموا أمام اليمني، كل هذا طبيعي ومتوقع، لكن غير المتوقع، والذي لم يخطر على عقل بشر، أن نشاهد صهيونياً داخل حرم المسجد النبوي في بلاد الحرمين الشريفين.
الآلاف من النشرات والتقارير الإخبارية والبرامج التلفزيونية على قنوات السعودية، عجزت عن إثبات حالة واحدة لادعاءات التدخل الإيراني في اليمن، ولكن كاميرا عادية لتلفون بسيط استطاعت أن تثبت أن محمد بن سلمان دنس حرم المسجد النبوي والمدينة المنورة بإدخال الصهاينة إلى هذا المكان الشريف.
ممنوع على اليمني أن يكون لديه أية علاقة ديبلوماسية أو اقتصادية بأخيه المسلم أو العربي، ومسموح لآل سلمان وعيال زايد الاستعانة بالصهاينة والأمريكان ومن شاؤوا لقتل اليمني الآمن المطمئن في داره وبلده.
السعودية ليست عدوتنا، لم تقاتلنا، ولم نقاتلها يوماً، وهناك تطابق بيننا في ما يتعلق بإيران وضرورة مواجهتها.. هذا تماماً ما قاله (إيزنكوت) رئيس أركان جيش الحرب الصهيوني، في حديث لموقع (إيلاف) السعودي، ليؤكد (للغشمان) أنهم والسعودية (جحرين بسروال واحد).
استضافة إيزنكوت لفريق موقع (إيلاف) السعودي في مكتبه بتل أبيب، جاءت ضمن سلسلة زيارات تطبيعية لمسؤولين سعوديين، كان محمد بن سلمان أبرزهم، وأنور عشقي أولهم.
يوماً بعد آخر تتكشف طبيعة العلاقة بين الكيان الصهيوني وكيان بني سعود، وتباعاً تنفضح مخططاتهم ومشاريعهم التي تنتهي بالفشل الذريع، مؤخراً نشرت وسائل إعلامية وثيقة تتضمن رسالة من وزير الخارجية السعودي (ورع) الموساد عادل الجبير، إلى محمد بن سلمان، حول مشروع إقامة علاقات واضحة بين السعودية والكيان الصهيوني، استناداً إلى اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتأتي هذه الرسالة ترجمة لما تم الاتفاق عليه أثناء زيارة ترامب إلى الرياض، وصفقة القرن التي دعا إليها ترامب بشأن إنهاء الصراع العربي الصهيوني، على حساب القضية الفلسطينية.
رسالة الجبير المسربة اعتبرت أن التقارب السعودي الإسرائيلي مرهون بتوجه أميركي جاد ضد إيران التي اتهمها بزعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال رعايتها للإرهاب، وتطلب السعودية السماح لها بامتلاك سلاح نووي مقابل تسخير قدراتها الديبلوماسية وعلاقاتها السياسية مع السلطة الفلسطينية والدول العربية والإسلامية لتسهيل إيجاد الحلول المعقولة والمقبولة والمبتكرة بشأن القضايا المختلف عليها، وفي مقدمتها قضيتا القدس واللاجئين.
وتتفق السعودية مع الكيان الصهيوني على الإسهام في التصدي لأي نشاطات تخدم السياسات العدوانية لإيران في الشرق الأوسط، وزيادة العقوبات الأمريكية والدولية المتعلّقة بالصواريخ الباليستية الإيرانية، وزيادة العقوبات المتعلّقة بالرعاية الإيرانية للإرهاب حول العالم، وإعادة نظر مجموعة (خمسة + 1) في الاتفاق النووي مع إيران، لضمان تنفيذ شروطه حرفياً وبشكل صارم.
بالإضافة إلى الحد من وصول إيران إلى أرصدتها المجمدة، واستغلال الحالة الاقتصاديّة المتردية لإيران وتسويقها لرفع درجة الضغط على النظام الإيراني من الداخل، والتعاون الاستخباري المكثّف في محاربة إيران وحزب الله.
(بخبالة) منقطعة النظير (يتوهم) بنو سعود أنهم أوصياء على الإسلام، ووكيل حصري للمسلمين لخدمة المشروع الصهيوني واستكمال ما بدأه جدهم الملك عبد العزيز آل سعود، صاحب المقولة الشهيرة إن اليهود (مساكين) ولا مانع من إعطائهم فلسطين مجاملة لبريطانيا، متجاهلين مليار مسلم لاتزال بوصلتهم فلسطين، ولن يقبلوا استبدال إيران عدواً بديلاً عن الكيان الصهيوني الغاصب.

أترك تعليقاً

التعليقات