الهدنة المفخخة
 

عبد الحافظ معجب

لاشيء يوجع السعودية مثل جبهة الحدود، حيث يمرغ أنفها بالتراب على أيدي رجال الرجال وأبطال الأبطال، وهناك الامبراطورية التي ظلت المملكة على مدى عشرات الأعوام تبنيها، تتهاوى على أيدي مقاتل حافي القدمين، قادم من وراء الحدود، يحمل بيده سلاحاً، وبقلبه نيران الثأر مما ترتكبه طائرات المملكة ببلاده.
وعلى مدى عام ونصف من الضربات اليمانية في نجران وعسير وجيزان، والسعودية تخسر هيبتها وكرامتها كل يوم أكثر من اللي قبل، وهذا النوع من الخسارة أشد إيلاماً من خسارتها المادية، تعرفوا ليش؟ لأنها فقدت ثقة أغلبية مواطنيها وسكانها الذين عرفوا حقيقة جيش الكبسة وحجمه في مضمار المواجهات.
4 جولات متتالية من المفاوضات السياسية لم تخلُ جلسة واحدة من جلسات هذه المفاوضات من الحديث عن الحدود ومساعي المملكة والوسطاء للتهدئة وإيقاف إطلاق الصواريخ الباليستية الى العمق السعودي ومواقعهم العسكرية.
وبالرغم من تهجير السلطات السعودية لسكان المناطق الحدودية وطرد البعض منهم من داخل مساكنهم بالقوة، إلا أنها لا زالت تحاول عبثاً أن تصنع انتصارات إعلامية لتطمين شعبها بأنها تمكنت من قتل وأسر وضرب وكسر ورفس ورعاف كل من يحاول الاقتراب من حدودها، مستعينة بالأباتشي والنواظير الليلية والكاميرا الحرارية، ومافيش فايدة.
يجي القبيلي مشمر البنطلون للركب ولا رافع المعوز أو الثوب للخصر، ومتحمل بندقه، ومدخل مدخل بلا ريوس، ولما يدقدق والديهم ويرعفهم من صدق يرجعوا يقولوا اليمنيين يستعينوا بالجن والسحر والطلاسم، طيب مافيش مشكلة جيبوا مقرئين واعملوا رقية شرعية للشريط الحدودي يمكن يخرجوا الجن وتحموا حدودكم يا مقاصيف العمر.
على فكرة، من صدق قد جابوا مشائخ الوهابية، وعملوا رقية على أغلب المواقع العسكرية، بس مش الجن حقنا اللي طارت، طاروا مقاتليهم وهربوا وبالوا على السراويل من الرعب، أما حقنا المقاتلين وهم كضااااك من الجن مصممين يوصلوا للرياض.
ولأن الرقية حق مشائخ الوهابية مانفعتش، قررت السعودية إرسال المشعوذ الكبير ولد الشيخ الى مسقط يعمل لهم هدنة بدل الرقية من أجل يلتقطوا أنفاسهم ويرتاحوا شوية ويستضوا يعملوا أي خرق أو بلبلة في الداخل اليمني، لأن انشغالهم بجبهة الحدود خلتهم مش قادرين يعملوا شي، فعشان كذا صحصحوا وفتحوا عيونكم تمام التمام، واليقظة مطلوبة، ولا تركنوا على هدنة ولا على لعينة الملعونة.

أترك تعليقاً

التعليقات