ورطة الإخوان
 

عبد الحافظ معجب

الأزمة الخليجية مستمرة، والشغلة شكلها عادها مطولة، و(المودف) الأول والأخير هم أصحابنا الإصلاحيون تنظيم الإخوان اللي (مالهمش) أية علاقة بالمسلمين.
في بداية (عاصفة الوهم) انقسم الإخوان في الداخل والخارج إلى فريقين؛ الأول مؤيد، والثاني مستحي ومعارض، وأظهر العدوان على اليمن حالة من التخبط في أوساط الجماعة، لاسيما بعد إعلان الإمارات ومصر المشاركة في التحالف السعودي الأمريكي، حيث جاءت تصريحات أنصار الجماعة من الهاربين في تركيا أن ما يحدث في اليمن من تدخل للنظام المصري وغيره ليس حلاً، وأنه لن يكون طرفاً في أي حل من الحلول.
أما أنصار الجماعة المقيمون في قطر فكانت تصريحاتهم مؤيدة للعدوان، معتبرين أن التحالف سيغير موازين القوى في اليمن وسوريا والعراق، ووصفوا قتل الأطفال والنساء في اليمن بالانتصار، واعتبروا ذلك فرصة تاريخية (للسنة) في سوريا والعراق لتغيير موازين القوى واسترداد الحقوق وإعادة حزب الإصلاح في اليمن إلى الحكم.
هذه المواقف لعبت دوراً هاماً في بلورة الموقف الرسمي للحزب الذي جاء مؤيداً ومباركاً للعدوان، وتناسى أن النظام المصري المشارك في عاصفة الوهم (انقلابي) على شرعية أصحابهم في مصر، المتمثلة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وكذا تغاضى الموقف عن مشاركة الإمارات التي تحارب الجماعة سراً وعلانية، والأهم من ذلك كله أن قيادات الحزب (دعممت) على تصنيف السعودية لهم بأنهم (تنظيم إرهابي)، وحشدوا وجندوا قواعدهم للعمل والاسترزاق في صفوف العدوان.
قيادات الحزب استغلت التربية الأيديولوجية لقواعدها، وكانت واثقة بأنهم بايشتغلوا من قلبهم، و(دهدهت) للشباب الإصلاحيين ووزعتهم على مسارين: أمني وعسكري، تنوعت مهامهم بين زرع الشرائح لطيران العدوان والرصد ورفع الإحداثيات، وكذلك القتال مع العدوان في الجبهات الداخلية والخارجية. ولما ضبطت الأجهزة الأمنية الوطنية هؤلاء الشباب متورطين بجرائم إرهابية واغتيالات وعمالة للعدوان، تخلت عنهم القيادات، ولم تلتفت حتى لأسرهم وعائلاتهم التي تموت من الجوع، أما اللي قتلوا في الجبهات لا زالت قيادات الحزب تنتظر من (الدنبوع) وحكومته أن يعتبرهم شهداء، ويعتمد لأسرهم راتباً زهيداً لم يستلمه حتى اليوم من لا زالوا أحياء يقاتلون في صفون العدوان وشرعيته (الخرطي).
صراع شركاء التحالف كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وأوصلت قيادات وقواعد الجماعة إلى قناعة كاملة أنها خسرت أي مستقبل سياسي كانت تنتظره لعقود من الزمن، وأدركت أنها أخطأت الطريق بعد أن ربطت مصيرها (ببعران الخليج) اللي ما قدروش يسدوا بينهم البين، وعادهم ما قد حققوا أي إنجاز في اليمن، كيف لو كانوا انتصروا؟!
من إيجابيات الصراع السعودي الإماراتي القطري أنه جعل قيادات الحزب المقيمين في فنادق الرياض يشعروا أنهم أصبحوا مثل المغترب بالسعودية وما معوش (كفيل)، أما المقيمون في فنادق أنقرة وإسطنبول والدوحة فإنهم فاقدو البوصلة ومش عارفين أين موقهم وأيش الموقف الذي يفترض أن يتبنوه، بالصبح يلاعنوا الشرعية المزعومة، وبالليل يتواصلوا مع الدنبوع واللجنة الخاصة عشان ما ينقطع الدعم، أما اللي جالسين في فنادق القاهرة عاملين أنفسهم ما لهم دخل بأي شيء، ومنكرين أصلاً أنهم إخوان أو إصلاحيون.
باع الإصلاحيون كل ما لديهم، وتخلوا عن كل مبادئهم وأديباتهم وصولاً الى الشعارات والقيم والأخلاق، واستنفدوا كل أرصدتهم الشعبية عندما قاتلوا في صفوف قوى الغزو والاحتلال، وعلى رأسها دولة الإمارات التي دخلت إلى عدن ونيرانها على الإصلاح أكثر من نيرانها على الجيش واللجان الشعبية، والكارثة أن الإصلاحيين كانوا يحسبوا (كل البرم لسيس)، ومش عارفين إيش تخبي لهم دول العدوان.
اليوم يقف الإخوان في اليمن أمام خيارين اثنين فقط: إما أن يكونوا مع اليمن، أو يروحوا مع لعينة أم الجن وتشتتهم الصراعات شذر مذر، ما فيش أي ركنة على قطر، ويا روح ما بعدك روح.

أترك تعليقاً

التعليقات