مروان ناصح

مروان نــاصـح / لا ميديا -
الأســـواق.. حيث تتلاقـــى التجـــارة مـــع الوجــــدان
في "الزمن الجميل"، لم تكن الأسواق الكبيرة والمتخصصة مجرّد أماكن للتبادل التجاري، بل كانت مسارح الحياة اليومية، حيث يلتقي الناس، وتُنسج القصص، وتُحكى الحكايات... كانت الأسواق تحمل عبق التاريخ، وروح المجتمع، وتُشكل جزءاً لا يتجزأ من نسيج المدينة.

عروش التجارة وروابط الإنسان
كانت الأسواق الكبرى، مثل سوق النحاسين، وسوق العطارين، تكتظ بالبضائع من كل صوب وحدب، وكانت تزخر بالحركة والحياة، يأتي إليها الناس ليستمتعوا بالتسوق، وليشعروا أيضاً بأنهم جزء من مجتمع نابض.

لكل حرفة مكان وزمان
إلى جانب الأسواق الكبرى، كانت هناك الأسواق المتخصصة: سوق الصاغة، سوق الحرفيين، سوق الكتب، سوق الأقمشة... حيث يلتقي أهل الحرفة، ويبدعون في عرض منتجاتهم. وكان لكل سوق رائحة خاصة، وأصوات، وألوان، تميزها عن غيرها.

أكثر من مجرد تجار
لم يكن البائعون في هذه الأسواق تجاراً فحسب، بل كانوا سفراء لثقافة المكان، يرحبون بالزبائن كما بالأصدقاء، ويعطون نصائحهم، ويحكون قصصهم، ويشاركون في مناسبات الحي والأعياد، لتصبح السوق بيتاً ثانياً للجميع.

ملتقى للأرواح
لم تكن السوق مكاناً للشراء والبيع فقط، بل ملتقى للأخبار، ومكاناً لتبادل المعلومات والنكات. وكان الناس يجتمعون في المقاهي المجاورة للسوق، ويتشاركون الضحك والهموم. وكانت السوق تُعبّر عن حياة المدينة وروحها.

من البساطة إلى الحداثة
مع مرور الزمن، تغيرت الأسواق، وبدأت المتاجر الكبيرة والمولات تستولي على الحيز، واختفى الكثير من الأسواق التقليدية. لكن بعض الأسواق حافظت على رونقها، ولا تزال تروي قصة الزمن الجميل.

المقارنة مع الأسواق الحالية
اليوم، أصبحت الأسواق الإلكترونية تتصدر المشهد، ويُفضل الكثيرون التسوق من المنازل، وصار الناس أقل تواصلاً، وأقل مشاركةً في تفاصيل الحياة.
لكن في الزمن الجميل، كانت الأسواق تعكس الدفء الإنساني، وتجسد علاقة الناس بأرضهم وجيرانهم.

الخاتمة:
في الزمن الجميل، كانت الأسواق الكبيرة والمتخصصة لوحات إنسانية تموج بالألفة والمحبة، كانت نبض المدينة وروحها الحية، وأينما ذهبت، وجدت فيها قصصاً تُروى وأرواحاً تسكنها... كثيرون منا يتمنون لو تعود تلك الأسواق من جديد.
ولكنّ واقع التطور الحديث، يجعلنا نكتفي بالحنين إلى زمن مضى!

أترك تعليقاً

التعليقات