«الزمن الجميل».. هـــل كـــان جميـــلاً حقــاً؟! الحلقة 39
- مروان ناصح الأربعاء , 22 أكـتـوبـر , 2025 الساعة 1:37:17 AM
- 0 تعليقات
مروان ناصح / لا ميديا -
أحلام المراهقـة.. نوافـذ القلب المفتوحــة على الغـد
في زمنٍ كان كلُّ شيء فيه بسيطاً، كانت الأحلام هي الشيء الوحيد الذي لا يعرف البساطة.
كانت المراهقة لحظة انفجار خيالي، تبدأ فيها النفس برسم مستقبلها كما تشاء، لا كما يُملى عليها.
لم تكن تلك الأحلام دائماً منطقية؛ لكنها كانت صادقة، نابعة من قلب لم تلوّثه حسابات الكبار بعد.
الحلم كملاذ نفسي
في زوايا الغرف الصغيرة، وتحت ضوء خافت، كان المراهق يرسم في خياله ما لا يستطيع البوح به.
الحلم كان عزاءً، ملاذاً من توتر العلاقات، ومن صخب الداخل، ومن ثقل الواقع.
كان هو الشيء الوحيد الذي لا يُحاسب عليه.
أحلام بسيطة.. ولكن كبيرة
في الزمن الجميل، كان الحلم أن نصبح معلمين، أطباء، شعراء، لاعبي كرة... أو حتى كتبة في مكتبة صغيرة نقرأ طوال اليوم.
لم تكن الأحلام معقدة؛ لكنها كانت مشبعة بالمعنى، تمسّ القلب، وتبني في الخيال عوالم كاملة.
الحديث عنها خلسة
كنا نهمس بالأحلام إلى أقرب الأصدقاء، نخشى أن نُضحك الآخرين، أو أن يُقال لنا: "كبرْتَ على هذا".
وكانت نظرات الأهل مشوشة؛ بين من يشجعك بصمت، ومن يخاف عليك من خيبة الطريق.
هوية بديلة
في لحظة انكسار أو شعور بالضعف، كان الحلم يُعطينا معنى للوجود.
كأننا نقول: "قد لا أكون شيئاً الآن؛ لكني غداً سأكون ما لم يتوقعه أحد".
بهذه الفكرة وحدها كنا نصمد.
صراع بين الممكن والمستحيل
في بداية المراهقة، يبدو كل شيء ممكناً. لكن شيئاً فشيئاً، تبدأ القيود بالظهور: الظروف، الوضع المادي، التقاليد... ومع ذلك، يظل الحلم يقاوم، يُعدّل شكله أحياناً، لكنه لا يموت.
إلهام صامت
أحياناً، حلمٌ صغير كان يُولَد من لقطة في مسلسل، أو من بيت شعر، أو من كلمة قالها معلّم.
كانت هذه الومضات البسيطة تُشعل نيراناً لا تنطفئ، وتمنحنا هدفاً نركض نحوه في صمت طويل.
طريق يبدأ في القلب
كثير منّا لم يحقق حلمه الأول؛ لكنّ أثره لا يزال حياً؛ لأنه علّمنا كيف نرغب، كيف نحلم، كيف نخطو...
علّمنا أن المستقبل ليس في دفتر العلامات فقط، بل فيما نرسمه نحن بأنامل الخيال.
أحلام اليوم
في مراهقة اليوم، قد تبدو الأحلام أوسع وأسرع؛ لكنها أحياناً أقصر عمراً.
كثيرون يحلمون بتأثير لحظي، أو شهرة عابرة، أو نجاح بلا تعب.
ومع هذا، ما زال هناك مَن يحلم مثلما كنا نحلم؛ بقلبٍ صغير، وعينٍ تنظر بعيداً، وكلمات لا تُقال إلا لنفسٍ تصدّقها.
خاتمة:
أحلام المراهقة في الزمن الجميل لم تكن مجرد أمنيات طائشة، بل كانت بذوراً نزرعها في داخلنا بصمت، ونرويها بالخيال، ونحملها معنا إلى الكبر.
المصدر مروان ناصح
زيارة جميع مقالات: مروان ناصح