«الزمن الجميل».. هـــل كـــان جميــــلاً حقـــاً؟! الحلقة 69
- مروان ناصح الثلاثاء , 23 ديـسـمـبـر , 2025 الساعة 12:34:06 AM
- 0 تعليقات

مروان ناصح / لا ميديا -
رفــــاق الســـلاح.. أيـــن صــــاروا الآن؟!
كانوا معنا في الهمّ ذاته، في الصفّ ذاته، في الباحة، في المهجع الجماعي، في لحظة الوقوف الطويل، في الوجبة الباردة التي أكلناها بصمت أو ضحكة...
كانوا أكثر من زملاء. كانوا ملاذاً نفسياً وسط المحنة.
صداقات تنشأ من التعب
لم نكن نعرفهم قبل المعسكر؛ لكننا اقتربنا كأننا إخوة، نتقاسم الماء، والبطانية، والتهرّب من العقوبة...
كانت تلك الصداقة تشبه النجاة؛ نجاة نفسية من الشعور بالوحدة.
من ضحك إلى فراق صامت
حين انتهت الخدمة، انتهى شيء آخر لا يُسمّى. لم نتواعد على اللقاء. لم نلتقط صورة أخيرة... فقط ودعنا بعضنا كما يودع المارة قطاراً يمضي ولا يعود.
منهم مَن ظلّ، ومنهم
مَن اختفى
بعضهم أصبح صديقاً لسنوات. تزوجنا، تبادلنا الصور، ثمّ ذبلت المكالمات.
وبعضهم رأيناه في نشرة الأحوال، أو خبرٍ عابر. أحدهم سافر، والآخر فتح ورشة نجارة، وثالث صار أباً لا يشبه الجندي الذي كانه...
فصول تفتح وتُغلق بصمت
الغريب ألا أحد كان يُخطط للفراق؛ لكن الحياة أخذت كلّاً إلى طريقه. صرنا نذكرهم بأسمائهم الأولى فقط، وبنكتة كان يرددها أحدهم قبل أن ينام.
رفاق التجربة ورفاق الشاشة
في الماضي، كانت الصداقة تُجبل من عَرق وسهر وتحمّل. أما اليوم، فكثير من "الأصدقاء" مجرد أسماء على شاشات، نضغط على صورهم دون أن نسمع أصواتهم، بينما رفاق الجيش... حتى صمتهم له طعمٌ مختلف، كأنهم ظلوا هناك، جزءاً من مرحلة لا تندمل ولا تتكرر.
خاتمة:
رفاق السلاح لم يكونوا فقط شركاء معسكر؛ كانوا شهوداً على لحظة نضج قسرية، شهداء لأحلامنا المؤجلة. وبعضهم... كان مرآتنا حين لم نكن نعرف أنفسنا بعد.
فإذا سألت: أين هم اليوم؟!
الجواب في القلب، وفي الحنين الذي يزورنا حين نرى سريراً من حديد، أو نسمع صفارة بعيدة... في آذان الصمت!










المصدر مروان ناصح
زيارة جميع مقالات: مروان ناصح