يا مخارج الأخجفْ لا ودَّفْ
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا

قولاً وفعلاً ودف الأخجف، ارتكب الحماقات في كل مكان وكان يتخارج كل مرة، أما هذه المرة فيبدو أن الورطة كبيرة، ولا مخرج منها. أتحدث عن الأخجف "المصروع" محمد بن سلمان، وورطته الأخيرة بذبح جمال خاشقجي بالطريقة البشعة التي سمع بها العالم بأسره.
بمجرد أن انكشفت جريمة قتل "خاشقجي" بقنصلية بلاده بإسطنبول تداعى العالم كله للإشارة بأصابعهم صوب المجرم الذي أمر بتنفيذ هذه الجريمة، غير آبهين لروايات المملكة ومحاولاتها رمي الاتهامات على ضباط الاستخبارات ومستشاري الديوان الملكي.
لم يكتفِ العالم بالإشارة إلى محمد بن سلمان باعتباره القاتل الحقيقي لخاشقجي، بل ذهب الرأي العام العالمي للنبش في جرائمه، وما أكثرها! وعلى رأسها العدوان على اليمن، الذي ارتكب فيه مختلف المجازر بحق المدنيين والنساء والأطفال.   
الحرب التي كانت منسية تحتل اليوم الصدارة في وسائل الإعلام الغربية، والجميع يطالب بوقفها فوراً، حيث وصف السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز حرب اليمن بأنها "كارثة"، داعياً إلى وقف أي مساعدة أمريكية مقدَّمة للسعودية في هذه الحرب.
وقال ساندرز، في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه يعتزم تقديم مشروع قانون للتصويت عليه في الكونغرس، يقضي بوقف أي مساعدة مقدَّمة للسعودية في حربها على اليمن، معتبراً أن وقف الدعم الأمريكي هو البداية فقط، لأن هذه الحرب لم تخلف وراءها سوى كارثة إنسانية، كمـــا أن الكونغرس لـــم يعطِ الإذن بالتدخــــل الأمريكــي في هذه الحرب، ما يجعلها غير دستورية.
وأشار السيناتور إلى أن حادثة اغتيال خاشقجي تؤكد من جديد حاجة واشنطن الملحة لمراجعة علاقاتها مع السعودية التي تنتهك حقوق الإنسان.
ومن بين ما تم نبشه عن ولي العهد السعودي القنبلة التي فجرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بعد كشفها عن السجل الطبي الخاص به، والذي أكد أنه عولج من "الصرع" في ألمانيا وهو في سن المراهقة، بالإضافة لمعاناته من اضطرابات نفسية.
الصحيفة البريطانية قالت إن هذا التاريخ الطبي لابن سلمان ربما يكون وراء تقرير غريب صدر في العام 2015 عن جهاز الاستخبارات البريطانية حذر فيه من تغيير أجيال القيادة السعودية. كما حذر التقرير من تركز السلطة بيد محمد بن سلمان، الذي كان وزيراً للدفاع ونائباً وولياً لولي العهد ثم ولياً للعهد في طريقه للصعود إلى عرش المملكة، مؤكدة في الوقت ذاته أنه سيكون زعيماً على غرار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في حال أصبح ملكاً للسعودية.
الصحيفة كشفت أيضاً أن المخابرات الألمانية كانت قد حذرت هي الأخرى من طموحات بن سلمان في تقرير سري لها، وأنه يطمح للوصول إلى عرش المملكة، خاصة في ظل إصابة والده، بمرض "الزهايمر".
كل هذه الأسباب بحسب الصحيفة جعلت الدول الغربية تنظر بحذر إلى محمد بن سلمان، بل إن المخابرات الأمريكية حذرت من قيام ولي العهد السعودي بمغامرة عسكرية في قطر أو الكويت بعد مقامرته الفاشلة في اليمن منذ ما يقارب الأربعة أعوام.
"ديلي ميل" وصفت العواقب الدبلوماسية التي تعرضت لها السعودية جراء سياسة المصروع، وخاصة عملية قتل خاشقجي، بالوخيمة، والجميع يترقب ما ستؤول اليه هذه القضية وما الذي سيتم اتخاذه تجاه السعودية وولي العهد، خاصة بعد أن بات بحكم المؤكد أن محمد بن سلمان شخصياً ضالع في العملية، من خلال إعطائه أوامر مباشرة بالتصفية.

أترك تعليقاً

التعليقات