مندسين مش مجاهدين
 

عبد الحافظ معجب

عبد الحافظ معجب / #لا_ميديا -

سواء كانت ثورة شعب حقيقية أو ثورة غربية ملونة، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أن ثورة 11 فبراير 2011 كسرت الصنمية وألغت فكرة الحزب الحاكم من أذهان اليمنيين، ومنذ لحظة سقوط النظام سقطت هيبة الدولة وسطوتها، ولهذا سلبيات وإيجابيات، ومن أبرز إيجابيات ذلك أن الحاكم وأجهزته التنفيذية والأمنية لم تعد كما كانت مصدر رعب للمواطن الذي تحرر من حالة الخوف، وبدأ يشعر بالمواطنة الحقيقية والمتساوية، ويبحث عن الدولة العادلة.
الفترة التي تلت ثورة 2011 شهدت محاولات عديدة لإعادة فرض هيبة الدولة من قبل حزب الإصلاح، ولكن ذلك لم يفلح، لأن الرئيس حينها كان أكبر «رخوة» في العالم ورئيس الوزراء أكبر «راخي» بالدنيا، من وين بتجي الشدة والحزم؟
عقب سقوط منظومة الفساد وتحرير العاصمة صنعاء من مليشيات الإخوان، كان لا بد من دولة حازمة لضبط الوضع وتطبيع الحياة وإعادة الهيبة للدولة العادلة ومؤسساتها المنصفة، وهذا ما فعله الأنصار فعلاً، وأتقنوه وأجادوه باستثناء ثغرة واحدة لازل الشعب يعاني منها حتى اللحظة، في الوقت الذي كان يسعى فيه الأنصار لتأمين الممتلكات العامة والخاصة كان لصوص مندسون ومنتفعون ممن خسروا مواقعهم عقب ثورتي فبراير وأيلول، ينتحلون صفة الأنصار، ويتغلغلون في الوظيفة العامة لنسف هيبة الدولة العادلة وضرب الصورة المشرفة للمجاهدين خدمة لدول تحالف العدوان التي تمولهم وتسلحهم لتنفيذ مخططات متكاملة من الداخل.
إنهم فاسدون ولصوص مندسون يرفعون شعار الأنصار وينتحلون صفة المجاهدين، وما هم بأنصار ولا مجاهدين، تجدهم في «سوق القات والمولات والمطاعم والشوارع» مدججين بالسلاح يتعاملون مع الناس «بهنجمة ونخيط»، وإذا اختلف معهم شخص رفعوا السلاح في وجهه ...

وفي بعض الأحيان يردونه قتيلاً، وتحركوا بالطقم المليان صور وشعار ولا أحد «يحاكيهم» على اعتبار أن هؤلاء الأنصار عادهم رجعوا من الجبهة.
المواطن المسكين إذا شافهم وحكم عليهم من خلال الشعار والصور المعلقة على سياراتهم وصدق حكاية أنهم أنصار «بنقول يا رحمتاه» صدقهم واستطاعوا أن يخدعوه ويضللوه، وهذا هو صميم عملهم الذي يدفع لهم العدوان من أجله، لكن المصيبة الكبرى أن الأنصار بأنفسهم صدقوا أن هؤلاء اللصوص المندسين من خيرة الرجال، والكارثة أنك عندما تكشف لصوصيتهم أو فسادهم أو ما يفعلوه لتشويه سمعة الأنصار «ينبع لك» من يدافع عنهم من داخل الأنصار فعلاً ويرجعك «غريم».
هؤلاء المندسون تمكنوا بفضل الدعم الكبير الذي يحصلون عليه من دول العدوان، من الانغماس بشكل واسع داخل مؤسسات الدولة وهيئاتها، وحصلوا على قرارات بتعيينات في أماكن هامة، ومن خلال مواقعهم وظفوا وعينوا الكثير من أتباعهم والموالين لهم، ويصدرون مواقف تخدم العدو، وكل تحركاتهم مسيئة للدولة والقيادة والصمود الشعبي، والمعنيون أذن من طين وأذن من عجين. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات