ارفضوا التعامل مع ولد الشيخ
 

عبد الحافظ معجب

لم يكن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يوماً محايداً أو نزيهاً في دوره كمبعوث أممي لدى اليمن، وكل المعطيات تؤكد أن الرجل جاء في مهمة سعودية لإطالة أمد الحرب، وإعطاء الغطاء الأممي للإرهاب السعودي في اليمن.
بالنسبة لي لم أكن متفائلاً بهذا المبعوث منذ اليوم الأول لتسلمه مهامه في اليمن، لأن الذاكرة العربية مليئة بالخذلان الأممي ابتداءً من فلسطين وليس انتهاءً بالعراق وسوريا، ولم تحط الأمم المتحدة يدها في دولة عربية إلا وانحازت للقوى الاستكبارية، وساعدت في الهدم والتدمير.
بوقاحة (عيني عينك) انكشف دور ولد الشيخ في أول جولة مفاوضات يمنية بجنيف، عندما تعامل مع وفدنا الوطني بنذالة وسفالة، وساهم بإعاقة وصول الوفد وعرقلة رحلته، ولكن وفدنا تحلى بالصبر وحافظ على الديبلوماسية، وشارك في الجولة الأولى، ولم يعترض على دور المبعوث بالرغم من معرفته الكاملة بدوره في إفشال المفاوضات.
(المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)، و(تجريب المجرب خطأ مرتين)، غير أن وفدنا الوطني (دعمم)، واستمر بالتعاطي مع ولد الشيخ، وصدق مزاعمه بالهدنة، وفي جولة سويسرا الثانية للمفاوضات عاد المبعوث لممارسة هوايته المعرفة في الكذب المفضوح والتحاذق الغبي، وظهر من مدينة بيرن السويسرية، وعلى قنوات العدوان، بمؤتمر صحفي يكيل فيه الاتهامات للوفد الوطني، ويتهمه بأسلوب مبطن بعرقلة المفاوضات لرفضهم الإفراج عن 5 من الموالين للعدوان محتجزين لدى صنعاء، في الوقت الذي يحتجز فيه العدوان المئات من اليمنيين، ويرفض الإفراج عنهم.
(موغادة) ولد الشيخ استمرت، وكانت على مرأى ومسمع العالم، في إحاطاته المقدمة أمام مجلس الأمن، ومعها استمرت (دعممة) الوفد الوطني، واستقبلوه بصنعاء ومسقط، وراحوا خلفه الى مشاورات الكويت. صحيح أن الوفد الوطني كان وما يزال يبذل كل ما بوسعه لإحلال السلام في اليمن، لكن المشكلة أنه يتعامل بصدق مع مبعوث كاذب، وفدنا الوطني يتعاطى مع ولد الشيخ باعتباره مبعوثاً أممياً، وهو يتعامل مع اليمنيين باعتباره (شاقي) مع السعودية.
يصل ولد الشيخ صنعاء وطائرات أسياده تقتل اليمنيين، وتدمر البلاد دون أن تتوقف للحظة واحدة بوجوده، وفوق هذا يكرر إساءاته للسلطة التوافقية، ويرفض الالتقاء بالمجلس السياسي الأعلى، مستهتراً بالإرادة الشعبية والجماهيرية التي باركت وأيدت هذه السلطة، و(سارح راجع) (ساع الطبَل) معه مسودة حل قديم جديد لا تحمل أية معالجات حقيقية للوضع الذي تعيشه اليمن في ظل العدوان والحصار.. في آخر كلمة للدجال الأممي أمام مجلس الأمن، ظهر كاذباً مزوراً وهو يجاري المملكة ويقول ما تمليه عليه من خلال اتهامه لليمنيين باستهداف مكة المكرمة، وكأنه مذيع في إحدى قنوات العدوان السعودي.. وبيني وبينكم (الدعممة) حق أصحابنا قد زادت عن حدها، وطرد ولد الشيخ ورفض التعامل معه أمر واجب على الوفد والمجلس السياسي، ويفترض أن يتم إرسال مذكرة واضحة وصريحة للأمم المتحدة للمطالبة بتغيير هذا القذر، ويخلوها (تحبل بربح)، أيش بايقع؟ حرب وحاربونا، وحصار حاصرونا، ودمروا بلادنا.. أيش باقي ممكن يعملوه أكثر من الذي فعلوه فينا؟!
صحيح أن الأمم المتحدة كسياسة لن تتغير، ولكن على الأقل رفض التعامل مع ولد الشيخ ونبذه هو أقل ما يمكن تقديمه لأرواح اليمنيين الذين ساهم هذا المبعوث ومؤسسته الأممية في حصارهم وقتلهم.

أترك تعليقاً

التعليقات